189

Darj Durar

درج الدرر في تفسير الآي والسور

Editsa

(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)

Mai Buga Littafi

مجلة الحكمة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Inda aka buga

بريطانيا

Nau'ikan

موضوع (١) لأجلهم. وقيل: اسمٌ اعجمي معرب، فلما عُرَّبَ جُعل كأنه اشتق من هَادَ يهُود (٢). ﴿وَالنَّصَارَى﴾ جمعُ نَصْران، مثل: حيران وحَيَارَى، أو جمع نَصْري، مثل: بعير مَهْري وإبل مَهَارى. مأخوذٌ من نصرهم عيسى، إذ قال: ﴿مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾ (٣). ويقال: لنسبتهم إلى قرية ناصرة، ويجوزُ أن يكون للمعنيين جميعًا (٤). ﴿وَالصَّابِئِينَ﴾ أهلُ الكتاب عند أبي حنيفة تحلّ مناكحتهم وذبائحهم ووافقه السُّدي (٥)، وقيل: هم قومٌ

(١) في "ن": (موضع).
(٢) قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ هَادُوا﴾ هم اليهود، وفي معنى هذا الاسم ثلاثة أقوال: الأول: أنه من هاد يهود إذا تاب، وسموا بذلك لتوبتهم من عبادة العجل، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾ أي: تبنا، ومنه قول الشاعر:
أنَّي أمرؤٌ من حُبَّهِ هائِدٌ
أي تائب.
الثاني: أنه من التهويد، وهو النطق في سكون ووقار. ومنه قول الراعي النميري:
وخودٌ من اللائي تَسَمَّعْنَ بالضُّحَى ... قريضَ الرُّدَافَى بالغِنَاءِ المُهَوَّدِ
الثالث: أنه من الهوادة، وهي الخضوع، فـ"هدنا إليك" أي: خضعنا إليك.
وأما من حيث نسبة هذا الاسم فقيل: نسبة إلى يهوذا بالذال المعجمة، وهو ابن يعقوب ﵇، فغيرته العرب من الذال المعجمة إلى الدال المهملة.
[اللسان "هود"- القرطبي (١/ ٤٣٣) - ابن عطية (١/ ٣٠٠) - الدر المصحون (١/ ٤٠٥)].
(٣) سورة آل عمران: ٥٢.
(٤) قال سيبويه: النصارى جمع، واحده نَصْران ونَضرَانة كندمان وندمانة، ومنه قول الشاعر [ينسب إلى أبي الأخزر الحماني]:
فكلتاهما خَرَّتْ وأَسْجدَ رأسُها ... كما أَسْجَدَتْ نَصْرَانَةٌ لم تَحَنَّفِ
وأنشد الطبري في نصران قول الشاعر:
يَظَلُّ إذا دارَ العِشَا مُتَحَنَّفًا ... ويُضْحِي لَدَيْهِ وهو نصرانُ شَامِسُ
قال سيبويه: إلا أَنَّه لم يستعمل في الكلام إلا بياء النسب.
وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي: واحد النصارى نصري كمهري ومهارى. وقال الزمخشري: الياء في نصراني للمبالغة كالتي في أحمري.
[الكتاب (٢/ ٢٩ - ١٠٤) - البحر (١/ ١٥١) - اللسان "نصر" - الطبري (٢/ ١٤٣) - ابن
عطية (١/ ٣٠١)].
(٥) ابن أبي حاتم (٦٣٩).

1 / 189