187

Darj Durar

درج الدرر في تفسير الآي والسور

Editsa

(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)

Mai Buga Littafi

مجلة الحكمة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Inda aka buga

بريطانيا

Nau'ikan

والعدس: حبة يستوي كيله ووزنه، ويقال له: البُلْسُن. والبصل: الحوقل. والبري: العُنْصُل. والأدنى: حذفت الهمزة تخفيفًا (١). وقيل الأدنى: الأقرب متناولًا ووجودًا، وذلك الوصف ينبىء عن الكساد والهوان. وقوله: ﴿اهْبِطُوا﴾ على التقريع.
وصرف ﴿مِصْرًا﴾ لأنها غير مُعرَّفة (٢)، يعني مصرًا من الأمصار، وهو اسمٌ للمدينة. وأصل المِصْر: الحدّ، ومُصور الدار: حدودها. قال الشاعر (٣):
وجاعلُ الشمسِ مِصْرًا لا خفاءَ به ... بين النهارِ وبين الليل قد (٤) فضلا
﴿فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ﴾ أي: سؤالكم بها إن هبطتم. والسؤال هاهنا

(١) وهو مهموز -كما حكاه الخطابي- من الدنيء البيِّن الدناءة بمعنى الأخس، فخففت همزته، وقيل: مأخوذ من الدون أي الأحط، فاصله أَدْوَن، أَفْعَل، قُلِبَ فجاء أَفْلَع وحولت الواو ألفًا لتطرفها، وذكر الزجاج أن "أدنى" مأخوذ من الدنو أي القرب المكاني لخسَّته.
[معاني القرآن للزجاج (١/ ١٤٣) - الدر المصون (١/ ٣٩٤) - الطبري (٢/ ١٣٠)].
(٢) قرأه الجمهور منونًا، وهو خط المصحف، بمعنى أنهم أُمِرُوا بهبوط مصر من الأمصار فلذلك صُرِف. وقيل: أُمِرُوا بهبوط مصر بعينه وإنما صرف لخفته وسكون وسَطه مثل هنْد ودعْد، ومنه قول جرير:
لم تَتَلَفَّعْ فَضْل مِئْزَرِهَا ... دَعْدُ ولم تُسَقْ دَعْدُ في العُلَبِ
فجمع الشاعر بين الأمرين.
وقرأ الحسن وغيره: "مصرَ" غير منونة وكذلك هي في بعض مصاحف عثمان ومصحف أُبَيّ. وقال الزمخشري: إنه مُعَرَّب من لسان العجم. والمصر في أصل اللغة: هو الحد الفاصل بين الشيئين. ولذا كان أهل هجر إذا كتبوا بيع دار قالوا: اشترى فلان الدارَ بمُصُورِها - أي بحدودها. ومنه قول عدي بن زيد:
وجاعِل الشمسِ مصرًا لا خفاءَ بهِ ... بين النهارِ وبين الليلِ قد فَصَلا
[البحر (١/ ٢٣٤) - الكشاف (١/ ٢٨٥) - ديوان عدي بن زيد ص ١٥٩ - القرطبي (١/ ٤٢٩) - الدر المصون (١/ ٣٩٦)].
(٣) الشعر لـ: عدي بن زيد العبادي التميمي النصراني كما في "الشعر والشعراء" لابن قتيبة (١٢١).
(٤) (قد) ليست في "ن" "أ".

1 / 187