Matakai Shida da Asirin Sadarwa: Kimiyya Don Zamanin Haɗewa
الدرجات الست وأسرار الشبكات: علم لعصر متشابك
Nau'ikan
تذكر أنه عند الحد السفلي ، تنتشر السلسلة حتى تشغل التكتل سريع التأثر، ثم تنفد الأماكن التي يمكنها الوصول إليها، ومن ثم لا تشغل السلاسل سوى جزء صغير نسبيا فحسب من الشبكة الكاملة، أما عند الحد العلوي، ونظرا لأن الشبكة تكون قوية الاتصال للغاية، يندمج التكتل سريع التأثر للمعتنقين الأوائل على نحو وثيق بباقي الشبكة (أو ما يطلق عليه روجرز «الأغلبية المبكرة» و«المتأخرة»). هذا العدد الأكبر من الأفراد يظل مستقرا فيما يخص المبتكرين الأفراد، لكن ما إن ينشط التكتل سريع التأثر بالكامل حتى تتعرض نقاط التلاقي المستقرة هذه «لعدد كبير» من المعتنقين الأوائل، ووجود هذه التأثيرات النشطة المتعددة كاف لتجاوز حدود نقاط التلاقي، بما في ذلك المستقرة منها تماما، فتبدأ في النشاط هي الأخرى.
هذا الحدث، عند وقوعه، هو الذي يطلق عليه الكاتب والمستشار التجاري جيفري مور «تجاوز الصدع»، ويشير بذلك إلى الوثبة التي يحتاج أي ابتكار ناجح (كأجهزة «بالم بايلوت» التي ذكرناها سابقا) إلى القيام بها من المجتمع المبدئي للمعتنقين الأوائل إلى العدد الأكبر من عامة الناس. عند الحد الأدنى ما من صدع لتجاوزه، كل ما هنالك هو تكتلات مختلفة الحجم من المعتنقين الأوائل. عند الحد العلوي فقط، يكون من المهم ليس فقط أن يعثر المبتكر على معتنقين مبكرين، بل أيضا أن يكون هؤلاء المعتنقون في موضع يمكنهم من إحداث تأثيرهم الجماعي على الأغلبية المبكرة والأغلبية المتأخرة، وفي نموذج الحدود يمثل تجاوز الصدع تطورا مثيرا بلا شك؛ لأن أي سلسلة تنجح في الإطاحة بالتكتل سريع التأثر ستنتشر بالضرورة إلى «الشبكة بالكامل»، لتحث على ظهور سلسلة ذات درجات عامة. وبلغة الفيزياء، يكون التحول الطوري عند الحد العلوي تحولا طوريا غير متصل؛ لأن الحجم النموذجي للسلاسل الناجحة يرتفع في الحال من صفر (وهو ما يشير إلى عدم وجود سلاسل على الإطلاق) إلى النظام بالكامل.
من ثم تكون السلاسل عند الحد العلوي لنافذة السلسلة أندر وأكبر حجما من تلك الموجودة عند الحد السفلي، الأمر الذي يؤدي إلى نوع مختلف نوعيا من عدم القدرة على التنبؤ. إن أغلب الابتكارات التي تظهر في الشبكات بالقرب من الحد العلوي تختفي تدريجيا قبل انتشارها على نطاقات واسعة، حيث يقمعها الاستقرار المحلي لنقاط التلاقي الفردية. يمكن لهذه الأوضاع الاستمرار إلى الأبد تقريبا، مما يدفع أي ملاحظ إلى استنتاج أن النظام مستقر بالفعل، ثم فجأة يطغى تأثير ما - كان يبدو في بادئ الأمر مشابها للتأثيرات الأخرى - على الشبكة بالكامل. ليس بالضرورة أن يكون هناك أي شيء مبشر بشأن المبتكر الذي أثار هذه السلسلة أيضا، على عكس الحال عند الحد السفلي - حيث تلعب عوامل الاتصال دورا مهما في الربط بين التكتلات سريعة التأثر - لا تكون الاتصالية هي المشكلة في الحد العلوي، ومن ثم فإن احتمالية إثارة السلاسل بواسطة فرد ذي عدد متوسط من المجاورين تتساوى مع احتمالية إثارتها بواسطة فرد يثير اهتمام الكثير من الناس، وعندما يسيطر الاستقرار المحلي على انتشار السلاسل بقدر أكبر مقارنة بالاتصالية، يكون الاتصال الجيد أقل أهمية من الاتصال بأشخاص يمكن التأثير عليهم بسهولة.
تخبرنا هذه السمات الخاصة بنافذة السلسلة ببعض الدروس غير المتوقعة بشأن انتشار الابتكارات، قد يكون أكثرها إثارة للدهشة هو أن السلسلة الناجحة ليس لها علاقة كبيرة بالخصائص الفعلية للابتكار، بل للمبتكر أيضا، مثلما نظن. ففي إطار نموذج السلاسل على الأقل، ما من شيء يميز الصدمة التي تسفر عن ظهور سلسلة عامة عن أي صدمة أخرى، وإنما يحدث كل النشاط بفضل اتصالية التكتل سريع التأثر الذي يرتبط به المبتكر الأولي. وما يزيد من صعوبة مشكلة تحديد النجاح هو أن التكتل المتخلل سريع التأثر، عند ظهوره، يكون سمة عامة للنظام؛ خيط محير مجدول بجميع أنحاء الشبكة. ليس من المهم فقط أن يكون لدى فرد معين جار واحد سريع التأثر أو أكثر، بل أيضا أن يكون لدى كل من هؤلاء المجاورين أيضا جار أو أكثر سريع التأثر، وهكذا، ومن ثم، حتى إذا تمكنت من تعيين المعتنقين الأوائل المحتملين، فلن تتمكن من معرفة ما إذا كانوا جميعا متصلين أم لا، إلا إذا كان بإمكانك رؤية الشبكة أيضا.
لا يعني ذلك أن عوامل مثل الجودة والسعر والعرض ليست مهمة، فعند تغيير حدود تبني الابتكارات لدى الأفراد في المجموعة، يمكن أن تؤثر السمات المتأصلة للابتكار أيضا على نجاحه أو فشله. الفكرة هنا هي أنه نظرا لأن الحدود لا تحدد وحدها الناتج، فلا يمكن للجودة والسعر والعرض فعل ذلك أيضا. في المناطق الموضحة بالشكل
8-5 ، أعلى ويمين نافذة السلسلة (النقطة ح على سبيل المثال)، يمكن تغيير النظام لجعله أكثر عرضة لظهور السلاسل، إما عن طريق تخفيض الحد المتوسط للتبني (السهم الأيسر) أو تحجيم اتصالية الشبكة (السهم السفلي). بعبارة أخرى، يمكن أن يكون لبنية الشبكة تأثير كبير أيضا على نجاح أحد الابتكارات أو فشله، شأنها شأن جاذبية الابتكار نفسه، بل داخل نافذة السلسلة نفسها، يتعلق قدر كبير من مصير الابتكار على الصدفة العشوائية؛ فإذا أصاب التكتل المتخلل فسينجح، والعكس صحيح. ومع رغبتنا في الاعتقاد أن الجودة المتأصلة للفكرة أو المنتج هي التي تحدد أداءه فيما بعد، بل الأسلوب الذي يعرض به، فالنموذج يوضح أنه لتحقيق أي نجاح هائل يمكن العثور دائما على محاولات على القدر نفسه من الجدارة، لكنها فشلت في جذب ما يزيد عن قدر ضئيل من الانتباه، وربما تكون بعض الابتكارات - مثل هاري بوتر ودرجات رازور وفيلم بلير ويتش بروجكت - قد أصابت التكتل سريع التأثر الصحيح، في حين لم تفعل أغلب الابتكارات الأخرى ذلك. وبوجه عام، لن يفرق أحد بين هذا وذاك إلا بعد انتهاء النشاط كله. (7) وجهة نظر غير خطية للتاريخ
إن الفكرة القائلة إن النتائج لا يمكن فهمها جيدا إلا في إطار تفاعلات الأفراد، الذين يصدر عن كل منهم في الوقت عينه رد فعل معين لقرارات الآخرين وأفعالهم، تقدم لنا رؤية مختلفة تماما للسبب والنتيجة مقارنة بتلك التي اعتدنا عليها بوجه عام. من وجهة النظر التقليدية، عند نجاح شيء أو شخص ما، نفترض أن حدود هذا النجاح ترتبط نسبيا بأهمية أو ميزة ما متأصلة في هذا الشيء أو الشخص؛ فالفنانون الناجحون عباقرة مبدعون، والقادة الناجحون أشخاص ذوو رؤى، والمنتجات الناجحة هي بالضبط ما يبحث عنه المستهلكون. مع ذلك، فلا يمكن إطلاق صفة النجاح إلا بعد وقوع الحدث، ومن اليسير الاتسام بالحكمة عند الحكم على الشيء بعد حدوثه، ومن ثم فإن نظرتنا التقليدية للعالم القائمة على النتائج تدفع بنا إلى عزو نجاح شيء ما إلى الخصائص التي يعكسها أيا كانت، سواء اعتبرت هذه الخصائص متميزة مسبقا أم لا.
ما لا ندركه بوجه عام هو أن الشيء نفسه بالضبط، بما يحمله من الخصائص ذاتها، يمكن أن يفشل فشلا ذريعا بسهولة، إلى جانب أننا لا نضيع الكثير من الوقت في التندم على العدد الكبير من الابتكارات الفاشلة التي كان من الممكن أن تتنافس على النجاح إذا اختلفت الظروف التي ظهرت فيها اختلافا قليلا فحسب. بعبارة أخرى، يميل التاريخ إلى تجاهل الأشياء التي «كان من الممكن» أن تحدث، لكنها لم تحدث. من الواضح أن ما حدث بالفعل يكون أكثر صلة بظروفنا الحالية مما لم يحدث، لكننا لدينا نزعة أخرى للافتراض بأن الناتج الفعلي كان «مفضلا» على جميع الاحتمالات الأخرى، ومن هنا يمكن للطرق التي ننظر بها إلى العالم أن تجعلنا نرى العشوائية خطأ على أنها نظام، ومن ثم، من وجهة النظر العلمية، إذا أردنا فهم ما يمكن أن يحدث في المستقبل، ينبغي علينا التفكير ليس فقط فيما حدث بالفعل، بل أيضا ما كان من الممكن أن يحدث.
ليس الدور المهم الذي تلعبه الصدفة والظروف في التاريخ بالفكرة الجديدة، لكن مفهوم سلسلة المعلومات يشير إلى شيء أكثر إدهاشا؛ أن المعطيات والنتائج لا يمكن أن ترتبط على نحو متناسب، أو حتى متفرد، فإذا آمن مليار شخص بدين معين، فسنفترض أنه منزل من السماء، وإلا فلماذا يؤمن به مليار شخص؟ وإذا تمتع عمل فني ما بشهرة أكبر بكثير من عمل آخر، فلا بد أنه أفضل بكثير، وإلا فلماذا يتحدث عنه الجميع؟ إذا احتشدت أمة ما حول أحد القادة لتحقيق أهداف عظيمة، فلا بد أن هذا القائد عظيم، وإلا فلماذا اتبعه الجميع؟ ومن ثم مع أن العظمة (أو الإلهام أو الشهرة) تتحقق فعليا بعد وقوع الحدث دائما، فإن مفهومنا عن الأمر هو أن هذه الميزات متأصلة من البداية في مصدر التغيير العظيم، وتمثل سمة متأصلة به.
مع ذلك، فقبل وقوع الحدث، نادرا ما تكون النتيجة التي يمكن لأي مجموعة من الظروف أن تؤدي إليها واضحة. ولا يرجع السبب فقط إلى أن العظمة، كالعبقرية، يصعب الحكم عليها، أو يساء فهمها في بعض الأحيان، بل لأنها لا تمثل أبدا سمة متأصلة من البداية؛ فهي إجماع توصل إليه عدد كبير من الأفراد، يلاحظ كل منهم آراء الآخرين بقدر ما يصدر من أحكام مستقلة، فقد يؤمن الناس بشيء ما ببساطة لأن آخرين مؤمنون به، وقد يتحدث الناس عن شيء ما لأن آخرين يتحدثون عنه، وقد يحتشدون حول قائد ما لأن آخرين يحتشدون حوله. ينطوي هذا النوع من العدوى في صناعة القرار على سلسلة معلومات، الأمر الذي يجعل العلاقة بين السبب الأولي والتأثير النهائي شديدة الغموض.
Shafi da ba'a sani ba