Matakai Shida da Asirin Sadarwa: Kimiyya Don Zamanin Haɗewa
الدرجات الست وأسرار الشبكات: علم لعصر متشابك
Nau'ikan
الثاني
ثم
السادس
من هذا الكتاب.
ومن ثم بالقرب من الحد السفلي، تكون العدوى الاجتماعية مساوية إلى حد بعيد للعدوى البيولوجية؛ ذلك لأنها تمر بالتحول الطوري نفسه الذي تمر به الأوبئة، وهكذا يكون الدمج بين نوعي العدوى صحيحا في بعض الظروف؛ نظرا لأن الاختلافات بين النوعين من النماذج لا تؤثر في الناتج، وللسبب نفسه - وهو أن اتصالية الشبكات، وليس مرونة صانعي القرارات الأفراد، هي العقبة الرئيسية أمام نجاح السلاسل - فمن الصحيح أيضا أنه في الشبكات ضعيفة الاتصال، يتفاوت الأفراد المتصلون اتصالا قويا في تأثيرهم على انتشار العدوى الاجتماعية. تعكس هذه الملاحظة الثانية التفكير المعتاد حول انتشار الابتكارات، الذي وفقه يعد قادة الرأي والفاعلون المركزيون أكثر المروجين فعالية لتقنية أو ممارسة أو فكرة جديدة.
على سبيل المثال، يؤكد الكاتب والصحفي مالكولم جلادويل في كتابه الصادر قريبا بعنوان «نقطة التحول»، على الدور الذي يلعبه الأفراد ذوو الاتصال القوي في العدوى الاجتماعية، ويستخدم مالكولم في هذا الكتاب مصطلح «نقطة التحول» بمعنى يتفق تقريبا مع مفهوم السلسلة العامة، ومع أنه يبني أفكاره عن انتشار الأفكار على المقدمة المنطقية القائلة إن العدوى الاجتماعية لا تختلف في كيفية عملها عن العدوى المرضية، فإن ملاحظاته تتفق بوجه عام مع الملاحظات المتعلقة بنموذج الحدود، شريطة أن تكون شبكة صانعي القرار ضعيفة الاتصال. وتتمثل «عوامل الاتصال» التي يتناولها جلادويل في النوعية الفريدة للأفراد الاستثنائيين اجتماعيا الذين لا يحتفظون بأعداد ضخمة من المعارف فحسب، بل أيضا تمتد علاقاتهم عبر العديد من المجموعات الاجتماعية المختلفة. في عالم لا يمتلك فيه الناس سوى عدد قليل من الأصدقاء، أو يلتمسون عددا قليلا للغاية من الآراء عند اتخاذ القرارات، يبدو عامل الاتصال العرضي ذا أهمية كبيرة حقا.
لكن يمكن أيضا إضعاف التأثيرات عندما تكون الشبكة قوية الاتصال؛ فمثلما أوضحنا من قبل، كلما زاد عدد الأفراد الذين يضع المرء أفعالهم وآراءهم في الاعتبار قبل اتخاذ قرار ما، تراجع تأثير أي منهم عليه؛ لذا عندما ينتبه «الجميع» لأشخاص آخرين عديدين، فلن يمكن لمبتكر واحد يعمل وحده أن ينشط أيا منهم. هذه السمة هي التي تفرق بين العدوى الاجتماعية والبيولوجية، التي فيها يكون لاتصال الشخص العرضة للعدوى بشخص واحد مصاب بها التأثير نفسه، بصرف النظر عن عدد الآخرين الذين يتصل بهم هذا الشخص العرضة للعدوى. ويجدر التذكر هنا أنه في العدوى الاجتماعية، ما يهم هو العدد النسبي للأفراد المجاورين «المصابين بالعدوى» في مقابل «غير المصابين بها»؛ أي النشطاء في مقابل غير النشطاء، ومن ثم مع أن الشبكات قوية الاتصال قد يبدو، ظاهريا، أنها تدعم انتشار جميع أنواع التأثير، فإنها لا تدعم بالضرورة سلاسل التأثير الاجتماعي؛ لأن جميع الأفراد في هذا النوع من الشبكات يتسمون بالاستقرار محليا، ومن ثم لا يمكن ظهور السلاسل في المقام الأول.
إذن، الشبكات التي لا تتمتع بالاتصال الكافي تحول دون ظهور السلاسل العامة؛ لأن السلسلة لا يكون أمامها سبيل للقفز من أحد التكتلات سريعة التأثر إلى آخر، والشبكات التي تتمتع باتصال قوي للغاية تمنع أيضا ظهور السلاسل، لكن لسبب آخر؛ أنها تعلق في نوع من الركود، حيث تقيد كل نقطة تلاق تأثير أي نقطة أخرى وتصبح هي نفسها مقيدة، ومن ثم فإن الملاحظة المثيرة التي توصلنا إليها سابقا يمكن صياغتها الآن على نحو أكثر دقة: في العدوى الاجتماعية لا يتعرض النظام للسلاسل العامة إلا عند تحقيق التوازن، على النحو المحدد في نافذة السلسلة الموضحة في الشكل
8-5 ، بين الاستقرار والاتصال العام. (6) تجاوز الصدع
لكن تحمل لنا العدوى الاجتماعية مفاجأة أخرى؛ فعند الحد العلوي لنافذة السلسلة، تكون كثافة نقاط التلاقي سريعة التأثر كافية لأن تحتوي الشبكة على تكتل متخلل سريع التأثر، وفي هذه الحالة المتقلقلة، يكون النظام مستقرا محليا في كل مكان تقريبا ما عدا حول التكتل سريع التأثر نفسه، ونظرا لأنه داخل النافذة بالضبط، لا يشغل التكتل سريع التأثر سوى جزء صغير من الشبكة الكلية، فإن فرصة ظهور ابتكار واحد تكون صغيرة، ومن ثم ستندر السلاسل للغاية، وسيبدو النظام معظم الوقت وكأنه ليس مستقرا على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى العام أيضا، لكن بين الحين والآخر - وقد يعني ذلك مرة في المائة أو في المليون - يظهر ابتكار عشوائي في التسلسل سريع التأثر، ليحث بذلك على ظهور سلسلة ما. لا يختلف ذلك كثيرا عما يحدث عند الحد السفلي، حيث تندر السلاسل العامة أيضا، لكن ما إن تنتشر السلسلة حتى يختلف السيناريوهان سريعا.
Shafi da ba'a sani ba