إلا التلحين، ولا ضرب إلا الضرب، ولا أوتاد إلا الملاوي، ولا أسباب إلا الأوتار، فبهذا العروض يعرف الموزون من المكسور، والسالم من المزحوف. وأكثرها مبني على تأليف الأرغن، والغناء بها على غير الأرغن مستعار وعلى سواه مجاز."١.
وعلى هذا؛ فليس العجز هو الذي حدا بالعرب إلى أن يحجموا عن إيجاد عروض مقنن للموشح، كعروض الشعر العربي التقليدي، بل وجدوا ذلك يتنافى مع روح هذا الفن الخاضع للحرية والتلحين والغناء.
ونلاحظ أن المستشرق الألماني "هارتمان" قد حاول إرجاع أوزان الموشحات إلى ١٤٦ وزنًا أو بحرًا مشتقة من بحور الشعر العربي الستة عشرة، ولكن لا يمكننا أن نرى في هذه المحاولة إلا التكلف والتصنع، إذ هناك موشحات تشذ عن الأوزان التي ذكرها هارتمان في كتابه ولا تخضع لها٢.
ولهذا الكتاب فائدة أخرى: إنه يضم كثيرًا من موشحات الأندلسيين أو المغربيين كما يسميهم، وهي موشحات يصعب العثور عليها مجتمعة في كتاب آخر، وقد ذكرها ابن سناء الملك كشواهد ليشرح بها نظريته، وكذلك فقد جمع المؤلف في هذا الكتاب أكثر موشحاته.
تحليل الكتاب:
ليس هذا الكتاب ديوان ابن سناء الملك. ويخطئ ابن خلكان عندما يسميه ديوانًا، ولعل ابن خلكان أحب هذه التسمية عندما رأى أن هذا الكتاب يحتوي على أكثر موشحات المؤلف، ولكن يجب التنبيه إلى أننا لا نجد فيه- إلى جانب المقدمة النظرية- إلا موشحات وهو خال من القصائد التقليدية. ولهذا وجب التفريق بينه وبين ديوان
_________
١ دار الطراز "مقدمة المؤلف".
٢ Hartmann Das Muwassah Weimar ١٨٩٧ p ١٩٩ - ٢٠٠
1 / 14