ولكن هذه الكلمة لم تقلها، فكأنك كنت فرحا لأحزاني، فكيف تريد أن أعتبر هذا السلوك؟
وكان الدوق يتكلم وهو في أشد حالات الحنق.
فوقف مونسورو وقال: إن لهجة سموكم تدل على الشكوى مني، وأنكم حانقون علي.
فوقف الدوق أيضا وخطا خطوة نحوه وقال: أيها الخائن، إني أشكوك وأعزز أسباب شكواي بالبراهين، فإنك قد خنتني شر خيانة، وسلبت مني تلك الفتاة التي كنت هائما بها.
فاصفر وجه مونسورو ... ولكنه لم يفقد شيئا من جرأته وثباته وقال: نعم، إن ما تقوله صحيح. - أتعترف بجريمتك أيضا من غير خوف أيها الوقح المحتال؟ - تفضل يا مولاي واخفض صوتك بالكلام، فلقد نسيت كما يخال لي بأنك تحادث رجلا شريفا وخادما صادقا.
فأخذ الدوق يضحك ضحك غيظ وهزء، فعقب مونسورو قائلا من غير أن يعبأ بضحك الدوق: خادم مخلص للملك.
فوقف الدوق عندما سمع هذه الكلمة، وقال وهو يرتجف من الرعب: ماذا تعني بما قلت؟ - أريد به أن مولاي لو أصغى لكلامي لعلم أن لي الحق بأخذ تلك الفتاة التي يحبها سموه.
فوقف الدوق حائرا باهتا لهذه الجسارة، وهو لا يعلم بماذا يجيب.
أما مونسورو فإنه قد أتم حديثه قائلا: وإني إذا كنت قد سلبت تلك الفتاة كما يقول مولاي، فذلك لأني أنا أحبها أيضا. - ألا تعلم أيها الوقح أني أنا أحبها؟ - هذا أكيد يا مولاي، لكن ديانا دي ماريدور لا تحبك. - ألعلها تحبك أنت؟ - ربما كان ذلك. - كذبت ، فإنك قد اختطفتها بالحيلة كما اختطفتها أنا، ونحن على السواء بإزائها.
ولكني أنا السيد، سقطت وأحبطت ... وأنت الخادم التابع نجحت وظفرت ... وهذا غاية العجب! فاعلم أنه إذا كان لك الخيانة فإن لي القوة. - مولاي، إني أحبها. - وما يهمني ذلك، فقد كان يجب ألا تعرض نفسك لحب فتاة تروق بعين سيدك ومولاك. - مولاي اذكر. - أتنذرني أيضا أيها الخائن؟ - لا أنذرك يا مولاي، ولكني أقول لك احذر لأني أحب تلك الفتاة، وما أنا بخادمك كما قلت الآن، فإن امرأتي هي لي كما أن لي الأرض التي أملكها، فلا يحق لأحد أن ينازعني فيها حتى ولا الملك نفسه، ولذلك فقد أردت أن أتزوج بهذه الفتاة وتزوجتها.
Shafi da ba'a sani ba