Jini da Adalci
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
Nau'ikan
بينما كان العلماء يقضون حياتهم في الاختراع والدراسة، كانت إنجلترا عام 1667 في حرب، وفي هذا الوقت لم يكن أي شيء على ما يرام. فقد اندلعت الحرب مع هولندا فعليا في صيف عام 1664، رغم أنها لم تعلن رسميا إلا في ربيع عام 1665. كان أصل المشكلة هو التجارة الدولية، حيث كانت هولندا وإنجلترا تتصارعان حرفيا على الهيمنة وعلى الحق في جلب البضائع من البلاد الأجنبية إلى أوروبا. وكان البرلمان البريطاني قد أقر عام 1660 قانونا بحريا يفرض على أي تاجر إنجليزي أن يسجل سفنه التي بنيت بالخارج في لندن، وفرض البرلمان قيودا تجارية بتحديد السلع التي لا يمكن استيرادها من قارة أوروبا إلا في سفن إنجليزية. وأقر قانون آخر عام 1663 ليضاف إلى سابقه؛ إذ أجبر قانون السلع الرئيسية المستعمرين الإنجليز على عدم استيراد أي سلع إلا من إنجلترا، وحتى في هذه الحالة، يجب نقل البضائع في سفن إنجليزية. وكانت تتمة الأمر في مارس 1664 عندما منح تشارلز مدينة نيو أمستردام - التي صارت نيويورك لاحقا - إلى أخيه جيمس دوق يورك. ولم تفاجأ هولندا؛ لقد كانت الحرب قادمة لا محالة.
كانت هذه هي الحرب الثانية لإنجلترا مع هولندا. وكانت الأولى قد انتهت لصالح إنجلترا، ولم يتوقع كثيرون أن تختلف الأمور هذه المرة. سجل بيبيس أولى المعارك البحرية الكبرى قبالة سواحل لوستوفت في 3 يونيو 1665 في نشوة كبيرة:
اشتبك الفريقان في ذاك اليوم - وتجاهل الهولنديون الأفضلية التي كانت لهم علينا بسبب الرياح - وهو ما أفقدهم ميزة سفن النار التي لديهم. وقتل ماسكري إيرل فالماوث والسيد بويل على متن سفينة الدوق - رويال تشارلز - بقذيفة واحدة. وتطاير دمهما ودماغاهما على وجه الدوق؛ واصطدمت رأس السيد بويل بالدوق وأسقطته كما يقول البعض.
على كل حال، يقول بيبيس إن الإنجليز بنهاية اليوم قتلوا وأسروا ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف رجل ولم يخسروا سوى 700 رجل؛ «لم يعرف العالم انتصارا أعظم من ذلك.» لكن الحال انقلب، وفي معركة كارثية وقعت فيما بين 1 إلى 4 يونيو 1666، دمرت 20 سفينة إنجليزية وعلى متنها 8 آلاف رجل. ومع قضاء الطاعون والحريق الكبير على معظم تجارة لندن، قلت الموارد المالية، وبحلول يناير 1667 أصبح تشارلز مستعدا لعقد مباحثات سلام مع الهولنديين. وفي ظل انخداع الأسطول الحربي بإحساس زائف بالأمان، وقف عاجزا عن حماية سفنه بينما رست في ميناء كاثام، وتركها فريسة سهلة لهجوم خاطف. ففي 11 يونيو، قدم الهولنديون وأضرموا النيران في المنازل والحظائر في جزيرة كانفي، وهاجموا شيرنس وجزيرة شيبي، وسقطت شيرنس في أيديهم. وفي اليوم التالي، شق الهولنديون طريقهم بالقوة عبر دفاعات ميدواي وأبحروا على طول النهر، وأحرقوا عددا من خيرة سفن الأسطول الإنجليزي واستولوا على كبرى سفن البحرية الإنجليزية: رويال تشارلز. ورغم أن الهولنديين لم يصلوا لأبعد من ذلك، فقد أحدثوا ضررا كبيرا وسببوا إهانة عظيمة.
انتشر الخوف والفزع في البر في أعقاب الهجوم. وترددت شائعات عن إحراق كاثام وكوينبورو وهارويش وجريفسيند وكولتشستر ودوفر. وقال البعض إن الملك نفسه اختفى، وانتشر الهمس بوجود مؤامرات خيانة. وعم الخوف بر إنجلترا عندما شوهد أسطول معاد من 50 إلى 60 سفينة قبالة سواحل لاندز إند، وهو الطرف الغربي لمقاطعة كورنوول. وكانت السلطات تبحث عن جواسيس وأفراد يكونون كبش فداء. ويبدو أن اسم أولدنبرج ورد في إحدى قوائم المشتبه بهم.
لكن كلما سأل أولدنبرج أي شخص عن التهمة الموجهة إليه قوبل بالصمت. فإما أنه ما كان أحد ليخبره، أو أنه لم يكن أحد يعلم. ومن الصعب جدا إظهار براءتك، إذا لم تكن تعلم بالتهمة الموجهة إليك. إلا أنه في أوقات الحرب يكون من المغري جدا للسلطات الحصول على صلاحيات تتيح لهم إلقاء القبض على أي شخص دون أي تهمة رسمية، واحتجاز سجناء إلى أجل غير مسمى. وكانت المذكرة الصادرة بحق أولدنبرج قد صدرت في وقت سابق بموجب ما يسمى الآن «اللائحة 18ب» لقانون الصلاحيات في حالات الطوارئ (الدفاع) لعام 1939 - وهو قانون استخدم في وقت أحدث لاعتقال سير أوزوالد موزلي وثمانية من زملائه المقربين.
كان أولدنبرج هدفا سهلا. فقد ولد في بريمن بألمانيا عام 1618 تقريبا، وبدأ مسيرته مثل كثير من الأكاديميين بدراسة اللاهوت. وخلال أربعينيات وخمسينيات القرن السابع عشر، كان أولدنبرج المبعوث الرسمي من بريمن إلى كرومويل، كما عمل لمدة طويلة في ألمانيا وهولندا. وكان قد تعرف على آل بويل عند زيارته لكرومويل، ربما من خلال تقديم الشاعر جون ميلتون له. وتعرف أولدنبرج على وجه التحديد بليدي رانيلا وأخيها روبرت بويل. وتحولت علاقة الصداقة إلى رعاية، وذلك عندما طلب من أولدنبرج عام 1657 أن يكون معلما خاصا لريتشارد جونز ابن ليدي رانيلا وقضى السنوات الأربع التي تلت يجوب قارة أوروبا ويعرف ريتشارد الصغير بجوانب أدق من الحياة الأوروبية.
وفي حين بدأ أولدنبرج حياته متجولا ومع عدم وجود صلات كثيرة تربطه بمكان واحد، فقد استقر في إنجلترا وقت عودة الملكية إليها، ووثق زواجه عام 1663 بدوروثي ويست ارتباطه بالمكان. وزادت قوة الارتباط عندما صار الزوجان مسئولين جزئيا عن اليتيمة ذات الأحد عشر ربيعا دورا كاترينا وهي وريثة لأطيان في كنت. وللأسف ماتت دوروثي بعدها بعامين.
وخلال أسفار أولدنبرج في أنحاء أوروبا، كون قائمة مهمة من المعارف والزملاء، ونما افتتانه ببيئة العلم الناشئة. وجعلته درايته بالمشهد العلمي الدولي - بجانب علاقته ببويل - خيارا واضحا لشغل منصب أول سكرتير للجمعية الملكية عندما تأسست بصفة رسمية.
وكان من بين ميثاق الجمعية الملكية مادة تحث بوضوح على المراسلات مع الخارج، واستغل أولدنبرج هذا الامتياز بصورة كاملة. لم تكن الجمعية تدفع له أي راتب، ودمر الحريق الكبير تجارة الكتب في لندن؛ لذا لم تكن دوريته تدر الدخل الذي كان ينتظره. ولكي يشغل وقته - ويكسب المال - بدأ أولدنبرج باستغلال مهاراته اللغوية في العمل لصالح جوزيف ويليامسون وهو زميل بالجمعية الملكية ومساعد وزير الدولة اللورد أرلنجتون؛ وهو نفسه أرلنجتون الذي ذيل توقيعه مذكرة القبض على أولدنبرج.
Shafi da ba'a sani ba