Jini da Adalci
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
Nau'ikan
ولم تحقق التجارب في ذلك الوقت تقدما كبيرا؛ بسبب عدم كفاءة التجهيزات وعدم وجود منهجية متفق عليها. إلا أن الطبيب المطلع وخبير التشريح ذا الخبرة الدكتور لوور قد جاء بعد ذلك، وقد أتقن منهجية معينة ونشرها في العدد رقم 20 من هذه الدورية. وكان قد استخدم تلك المنهجية في أكسفورد قبل نشرها كما استخدمها آخرون في لندن.
لذا يبدو من الغريب أن يظهر هذا الابتكار المفاجئ في فرنسا كما يقولون منذ عشرة أعوام ويظل في مكمنه لمدة طويلة إلى أن أعلنت من لندن طريقة إخراجه إلى النور. ناهيك عن الخلاف الدائر على ما يبدو حول الأب الروحي الفرنسي لهذا الابتكار؛ إذ يقول السيد دو جوريي إنه أبوت بورديلو، لكن كاتب الخطابات في دورية «جورنال دي سافونز» يزعم أنه راهب بندكتي.
لكن أيا من كان صاحب هذا الابتكار، فليس هذا دليلا ماديا؛ حيث إن على جميع من يدعون ملكيتهم لهذا الابتكار أن تتضافر جهودهم ليطوروه في سبيل خدمة البشرية، إذا كان يبشر بذلك. وهذا هو الهدف الرئيسي الذي يرمي إليه هذا المجال. ولا يهدف ما كتب إلى مهاجمة أحد بل إلى إعطاء كل ذي حق حقه قدر المستطاع في ضوء ما يتبين للناشر.
عندها بلغ غضب دوني أقصاه. راح يحدق في الفراغ بينما خرج صديقه من الغرفة بهدوء، وأخبر الخدم بالمنزل أنه من الأفضل ألا يستقبلوا أي ضيوف خلال فترة ما بعد الظهيرة في ذلك اليوم. وكان كل ما أجاب به على تساؤلاتهم هو أن دوني تعرض لصدمة.
كان إنكار ادعاء الفرنسيين أنهم أول من فكروا في نقل الدم كالطعنة التي تركت جرحا عميقا، بينما لم تفعل الفقرات الأخيرة شيئا سوى زيادة الأمر سوءا. فقد ذكر أولدنبرج أنه نظرا لأن الإنجليز هم من سبقوا إلى التفكير في الحقن، فإنهم يمتلكون الحق في زعم السبق إلى أي عمل تال يتعلق بإدخال أي مادة في الدم. ودافع عن ذلك بالرجوع إلى أفكار دونها بنفسه في وثائق لا توجد إلا في الجمعية الملكية. فما هي الأفكار التي كان يمكنهم المطالبة بحقهم فيها أيضا عن طريق الاستشهاد ببند مختصر في دفاتر ملاحظات كدليل؟
مع ذلك كان هناك شيء واحد مؤكد لدى دوني؛ رغم أنه لم يشعره بارتياح كبير على عكس المتوقع. كان دوني هو الوحيد الذي نقل الدم من حيوان إلى إنسان؛ ولو كان الإنجليز قد فعلوا ذلك لذكره خادمهم الأمين أولدنبرج بكل تأكيد، وادعى أن للإنجليز السبق في هذا أيضا.
قصص الأبراج
لكن كان هناك سؤال آخر في ذهن دوني: لماذا تكبد أولدنبرج كل هذا العناء والتكلفة بالتخلص من طبعة من دوريته وإصدار طبعة جديدة؟ إن كان يريد النكاية بالفرنسيين فلم لم يفعل من البداية ؟ كانت الإجابة بالنسبة إلى دوني بسيطة؛ فمن الواضح أن الدورية أثارت جلبة بين علماء إنجلترا الذين أرادوا الهيمنة على هذا المجال البحثي. من المؤكد أنهم أجبروا أولدنبرج على سحب دوريته وإعادة طباعتها.
يبدو هذا التفسير هو الأرجح، لكنه تبين - في الحقيقة - أنه كان مخطئا تماما. وكما هو الحال في معظم الأحيان، كانت الحقيقة أغرب من الخيال.
شكل 7-3: هنري أولدنبرج. حقوق الطبع محفوظة للجمعية الملكية.
Shafi da ba'a sani ba