66

Jini da Adalci

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Nau'ikan

الفكر الإنجليزي

من بين الأسباب التي دفعت هوك للامتعاض من الإيحاء بأن الإنجليز قلدوا الفرنسيين هو أن العلوم الإنجليزية كان لها تاريخها . ففي عام 1645، بدأت مجموعة من الفلاسفة في عقد اجتماعات في لندن. وكان من بينهم شخصيات من أمثال ويلكنز وجون واليس وجوناثان جودارد. وكان اشتراك جودارد على وجه الخصوص في المجموعة مفيدا حيث إنه كان أحد أطباء أوليفر كرومويل، وفي ظل سلطة كرومويل في البلاد، كان من المفيد استقطاب أحد رجاله إلى جانبك. وكانت المجموعة تعقد لقاءاتها أحيانا في منزل جودارد في وودستريت بلندن، وأحيانا في شارع تشيبسايد وفي بعض الأوقات في كلية جريشام. وفيما بين عامي 1648 و1649، تفرقت المجموعة؛ إذ أدت عوامل السياسة القومية وارتفاع مستويات معايشهم الشخصية إلى انتقالهم للعيش في أكسفورد أو كامبريدج أو أيرلندا.

وكان على الفريق - شأنه شأن نظيره الفرنسي - أن يحدد موقفه بالنسبة إلى أرسطو. فقد عانى الفريق الأمرين في سبيل التأكيد على أنهم لم يسعوا إلى التقليل من شأن أرسطو، حيث إن أعماله كانت تدرس في المدارس على مدار قرون وكان لها أفضل الأثر. وذكر ويليس باعتباره أحد الأعضاء المؤسسين أن أرسطو كان رجلا عظيما وباحثا فريدا في أمور الطبيعة، لكن - ولا بد من «لكن» - الحياة تطورت من بعده. واتفق الأعضاء على أنه من المستحيل أن تجتمع كل المعرفة لدى شخص واحد، ولا حتى أرسطو؛ لذا كان أمامهم ما يقدموه، وكذلك من سيأتون بعدهم.

كانت الحياة في إنجلترا في ذلك الوقت معقدة جدا. فبجانب المشاركة في الثورة الفكرية الأوروبية كان أمام كل من عاش على تلك الجزيرة بالتحديد التعامل مع ثورة فعلية. فقد اندلعت الحرب الأهلية الإنجليزية في أغسطس عام 1642، وانتهت باستسلام الملك تشارلز الأول في المقر الملكي بأكسفورد؛ وشهد العام 1649 إعدام تشارلز الأول وإعلان إنجلترا جمهورية. وبعد بضع سنوات أصبح كرومويل السيد الحامي ودخل الإنجليز في حرب مع الهولنديين، وتورطوا في صراع مع الإسبان، وكانوا تارة يدخلون في مناوشات مع الفرنسيين وتارة يعقدون معهم تحالفات، واستخدموا القوة ليفرضوا السيطرة على أيرلندا.

كان العمل والقتال يسيران جنبا إلى جنب. وفي عام 1657 ذهب رين، وهو عضو محوري من النخبة، إلى محل عمله ذات صباح ليكتشف أنه لا يستطيع الدخول:

بالأمس، الذي كان أول يوم في الفصل الدراسي، كنت عازما على إجراء تجربة [في مجمع جريشام]. لكن رجلا ببندقية أوقفني عند البوابة وأخبرني بأنه ممنوع الدخول لهذا الغرض؛ إذ تحولت الكلية إلى ثكنة عسكرية.

6

وفي عام 1660 تبدلت الأحوال السياسية مرة أخرى، واعتلى الملك تشارلز الثاني - ابن تشارلز الأول المنكوب - العرش. وعادت الملكية الإنجليزية من جديد. وحان الوقت لهؤلاء الذين قدموا الدعم المخلص للملكية لأن يتنفسوا الصعداء وأن يستفيدوا ما استطاعوا من الوضع الجديد، كما حان الوقت ليغير من ناصروا كرومويل ولاءهم وأن يغيروه بسرعة. وقد جلب البلاط الذي استعاد الملكية لإنجلترا معه الأزياء الفرنسية، وسرعان ما بث ذوقا جديدا في الألوان والمرح في المشهد الاجتماعي البيوريتاني الذي اعترته الرتابة. وسرعان ما عرف تشارلز بحبه للترفيه وكان يتواجد في بيوت الدعارة ذات المستوى الرفيع بقدر وجوده في مقر البلاط الملكي.

وبعد أن أصبحت لندن أكثر أمنا أخذت مجموعة جديدة في الظهور. وعقدت هذه المجموعة لقاءاتها أيام الأربعاء في كلية جريشام وكان من بين المجتمعين أشخاص من أمثال رين، الذي أصبح اسما مألوفا خلال فترة قصيرة. وبحلول عام 1660، بدأت المجموعة تتخذ طابعا رسميا، وطلب من الأعضاء الأربعين المساعدة في التمويل، حيث يدفع كل فرد رسم انضمام قدره 10 شلنات ثم يدفع شلنا واحدا في الأسبوع لتدبير النفقات المستمرة.

وفي 28 نوفمبر1660، بعد إحدى محاضرات رين المنتظمة أيام الأربعاء في كلية جريشام، اجتمع 14 رجلا وشكلوا نواة منظمة جديدة. وحدث التقدم الكبير بعد عدة أسابيع عندما جاء السير روبرت موراي في الخامس من ديسمبر بنبأ معرفة الملك بالجمعية ورغبته في المساعدة. إلا أن الملك لم يمنح المجموعة لقب الجمعية الملكية إلا في 15 يوليو 1662. وبدت القائمة المعلنة للعاملين بها من أصحاب المقام الرفيع مبهرة ودالة على طبيعة الجمعية. وبينما كانت تسعى بثبات إلى الاكتشاف العلمي، فقد كانت إدارتها تتم بطريقة بريطانية بحتة؛ إذ كانت طبقة النبلاء هي التي تتولى إدارتها. وإذا كان شابلان مخطئا بشأن التأثير الفرنسي للجمعية فقد كان محقا بشأن الطبيعة الأرستقراطية لأعضائها .

Shafi da ba'a sani ba