Jini da Adalci
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
Nau'ikan
5
قال دي لا مارتينيير: «لكن هذا التشبيه غير موفق، لأن الأم والجنين هما في النهاية لحم واحد.»
فرد دوني: «غير صحيح. ففي كثير من الأحيان تغلب بذرة الأب نصيب الأم. ومن ثم يكون تركيب الطفل مختلفا كثيرا عن الأم، حتى وإن تغذى الطفل على دم الأم.»
كان هذا طرحا مشوقا وأقنع كثيرا من الحاضرين. واللافت أنه كان صحيحا لكن لأسباب مختلفة. فدم الأم غريب تماما عن دم طفلها الذي ينمو، بل إن دم الاثنين لا ينبغي أن يختلط أبدا. فالمشيمة لا تحيد دم الأم، بل تمثل حاجزا يفصل بين دم الأم ودم الجنين تماما ويسمح للغازات والمواد الغذائية بالمرور من الأم إلى الجنين. وإن اختلط الدم فهناك خطر حدوث رد فعل شديد على التنافر الدموي.
سأل بويل: «أفكار رائعة، لكن هذا حدس وطرح لأفكار؛ فأين الدليل المادي القاطع؟ أين البيانات التي تبين أن الدم من شخصين لا يكون متوافقا؟»
فرد بيرو: «إن أردت دليلا، فانظر إلى كل التجارب التي ورد فيها تجلط الدم في أوردة الحيوان المتلقي؛ أليس هذا دليلا على أن الدمين متنافران؟»
6
أطبق بويل شفتيه واتسعت مقلتاه وأومأ ببطء: «ربما ... ربما.»
شارك جايانت في النقاش قائلا: «إن لدي دليلا آخر.» وأخبر أعيان العلم المجتمعين بأنه ذات مرة أفرغ ثلاثة أطباق من دم كلب قبل أن ينقل الدم إليه من كلب آخر. ورغم نجاته من العملية، فقد مات الكلب المتلقي بعد خمسة أيام. وهذا كما أوضح يرجع إلى كبر كمية الدم التي نقلت في عملية واحدة. وكان جوهر قضيته أن الدم يحتوي على «جوهر الحياة»، وأن هذا الجوهر أودع في الكلب الذي كان يجري الدم في عروقه. ومن ثم ارتبط الحيوان ودمه برباط جوهري. وعندما نقل الدم إلى حيوان آخر، تمزق هذا الرباط، وكان الأمر سيستغرق بعض الوقت ليتكون رباط جديد في الحيوان المتلقي: «فالدم فصل عنه جوهر الحياة في الحيوان المانح لكنه لا يزال يخلو من الصبغة اللازمة ليحيا حياة الحيوان المتلقي. وفي هذه الحالة، نقل كثير من الدم في آن واحد بحيث لم يتوافر للكلب وقت كاف ليستعيد رباط الحياة قبل أن يموت.»
قال الحلاق الجراح: «أليس الاحتمال الأوضح أن الكلب مات بسبب الجرح الذي أحدث في رقبته؟ فهذه مشكلة كبيرة للكلب لأنه لا يستطيع لعق رقبته ومن ثم لم يكن لديه سبيل لمساعدة جرحه على الالتئام.»
Shafi da ba'a sani ba