Jini da Adalci
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
Nau'ikan
وحتى في توضيحه هذا لرغبته في السرية، يوجد أكثر من تلميح بأنه لم يتمكن من إتمام العملية بصورة كاملة، حيث تطلع إلى وقت يكون فيه «هذا الابتكار ناجحا». لكنه في نهاية الكتاب يعترف بكل شيء.
في النهاية، أعرف أنني ذكرت كثيرا من التفاصيل عن طريقة إجراء العملية وليس عن إجراء التجربة ... لكنني أجريتها وحدي حتى يمكن لأي شخص - مهما كان بسيطا أو جاهلا - أن يفهم وأن يتحمس وأن يجري التجربة بأقل كلفة ممكنة، ولهذا السبب وحده كتبت باللغة العامية.
بجانب هذه الكتب التي حاولت ادعاء السبق، شهد القرن ظهور بضعة كتب طبية تناولت نقل الدم كما لو كان جزءا طبيعيا من الطب المتقدم. فقد سجل يوهان سيجيسموند إلشولتس الطبيب الألماني الخاص ببارون براندنبرج تجاربه في كتيبه «الطريقة الحديثة لحقن الأدوية في الدم». وأورد فيه رسوما تشريحية لتكميل الوصف الوارد في النص، لكي يتمكن القراء من نقل الدم من قدم خروف إلى ذراع إنسان، أو نقل الدم بين ذراعي شخصين بدلا من ذلك.
شكل 8-1: يبدو أن دوني كان يشارك فولي تصوره عن التوائم الملتصقة كما يبدو من هذا الرسم المبين في التقارير المنشورة عام 1672 عن اجتماعاته في باريس. نسخت بتصريح من مكتبة كليندينينج لتاريخ الطب، المركز الطبي لجامعة كانساس.
وطبقا لإلشولتس، كان الأمل الأكبر معقودا على قدرة نقل الدم على علاج الأمراض الناتجة عن اختلال الأخلاط. فإن كان الشخص مصابا بمرض لا أمل من شفائه، ينبغي للطبيب أن يعطيه دما من شخص ذي مزاج مرح . بالمثل، من المفترض أن تلقي دم بلغمي (بارد الطبع) يعالج شخصا صفراوي المزاج (سريع الغضب). كما يقول إلشولتس إن نقل الدم ينبغي له أن يحل الخلافات الزوجية. فمشكلة الزيجات التي تفشل - على حد قوله - هي أن الزوجين مختلفا الطبع. وبما أن طبيعة الإنسان موجودة في دمه، فإن الحل واضح؛ ألا وهو خلط دم الزوجين. أراد إلشولتس أن يجري تجارب نقل دم تبادلي بين الأزواج والزوجات، لكن لا دليل على أن الفرصة أتيحت له ليجرب هذه الطريقة الثورية في تقديم النصائح الزوجية.
نشر كتاب إلشولتس عام 1667 - وهو العام الذي تمت فيه تجربة دوني - وكان أكثر اهتماما بحقن السوائل العلاجية من اهتمامه بنقل الدم؛ ويحق أن يقال إنه أول كتاب يحتوي على رسومات توضيحية للحقن باستخدام إبرة طبية. وكانت تعليقاته على نقل الدم مبنية بدرجة أكبر على الأمل والحس التنبئي من الواقع العملي، رغم أنه زعم أنه أجرى نقل الدم مرة واحدة على الأقل.
ثمة طبيب ألماني آخر اتبع المنهج الفكري نفسه؛ ففي عام 1679، نشر جيورج أبراهام ميركلينو كتابه «العلاج الطبي وغرائب بزوغ وأفول نقل الدم» الذي تضمن رسوما توضيحية تبين مدى بساطة نقل الدم من كلب إلى إنسان أو فيما بين البشر.
5
شكل 8-2: أول رسم توضيحي للحقن بالإبر. نسخت بتصريح من المكتبة الوطنية الأمريكية للطب.
ونشر سكلتيتوس كتابه «العلاج الجراحي» بعد 26 عاما. وعرض هو الآخر كيفية نقل الدم، لكن هذه المرة بربط الحيوان المتبرع بحبل مشدود يمتد من الأرض إلى السقف. ويذكر الكتاب بالكاد الفوضى التي تنجم عن مثل هذه العملية. وكذلك كتاب جوتفريد بورمان المنشور عام 1705 «إكليل الغار أو طب الجروح».
Shafi da ba'a sani ba