106

Jini da Adalci

الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر

Nau'ikan

لقد أجرينا تجربة نقل الدم إلى وريد إنسان بهذه الطريقة. فبعد تجهيز الشريان السباتي في خروف صغير، أدخلنا أنبوبا فضيا في الإبر لنسمح للدم بالجريان من خلالها إلى صحن. وخلال دقيقة تقريبا، انساب نحو 12 أوقية من دم الخروف عبر الأنبوب إلى الصحن؛ وهو ما أرشدنا إلى كمية الدم التي سيجري نقلها إلى الرجل. بعد ذلك، عندما أخذنا نجهز الوريد في ذراع الرجل، كان الوريد أصغر من الأنبوب الذي كنا ننوي إدخاله فيه؛ لذلك استخدمنا أنبوبا آخر أصغر بنحو الثلث عند الطرف. بعدها شققنا الوريد اتباعا للطريقة المنشورة سلفا في العدد 28؛ وهي الطريقة التي اتبعناها دون أي تغيير إلا في شكل أحد الأنابيب الذي رأينا أنه أنسب لأداء الغرض الذي نريده. وبعد فتح الوريد في ذراع الرجل بالقدر نفسه من السهولة المعهودة في طريقة الفصد التقليدية، أخرجنا نحو 6 أو 7 أوقيات من الدم. ثم زرعنا أنبوبنا الفضي في الشق المذكور، وأدخلنا الإبر بين الأنبوبين اللذين أدخلا بالفعل إلى الرجل والخروف لنقل الدم الشرياني من الخروف إلى وريد الرجل. لكن هذا الدم استغرق نحو دقيقة خلال مروره في الأنبوبين والإبر إلى الذراع، ثم تدفق بحرية إلى وريد الرجل في خلال دقيقتين على الأقل؛ لذا شعرنا بنبض في الوريد المذكور في الجزء المجاور لطرف الأنبوب الفضي؛ رغم أن المريض قال إنه لم يشعر بالدم، لكن (كما ذكر عن المريض في التجربة الفرنسية) هذا يعزى إلى طول الأنابيب التي يعبر الدم من خلالها، حيث يفقد كثيرا من حرارته ليصبح متلائما مع الدم الوريدي. أما كمية الدم التي دخلت وريد الرجل فقد قدرنا أنها من 9 أو 10 أوقيات تقريبا، لأن هذا الأنبوب أقل من نظيره الذي مرت عبره 12 أوقية في دقيقة واحدة من قبل، فقد افترضنا أنه سيستغرق دقيقتين لنقل نفس كمية الدم إلى الوريد، كما نقل الأول الكمية إلى الصحن في دقيقة واحدة؛ بافتراض أن الدم مع كل ذلك لم يتدفق بقوة في الدقيقة الثانية كما كان في الأولى ولا في الثالثة كما كان في الثانية إلخ. لكن الدم تدفق طوال الدقيقتين، ونستنتج ذلك بسبب شعورنا بنبض خلال هذا الوقت. وكذلك لأنه بعد تعبير الرجل عن اكتفائه سحبنا الأنبوب من وريده وفاض دم الخروف خلالها سائلا؛ وهو ما لم يكن ليحدث إن كان هناك ما يوقفه من قبل خلال هاتين الدقيقتين؛ نظرا إلى أن الدم يميل بشدة إلى التجلط في الأنابيب مع أي توقف، ولا سيما في حالة الأنابيب الطويلة بطول ثلاث إبر.

شعر الرجل بعد هذه العملية - وكذلك في أثنائها - أنه على ما يرام، وروى ما يحدث له حرفيا، مسهبا في الحديث عن الفائدة التي عادت عليه - كما يظن - منها بدرجة تتعدى ما نراه مناسبا في الوقت الحالي. وطلب منا أن نكرر إجراء هذه التجربة عليه في خلال 3 أو 4 أيام. لكننا رأينا أنه من الأفضل أن نؤجلها لمدة أطول. وفي المرة المقبلة، نأمل أن نكون أكثر دقة، خاصة في قياس وزن الحيوان المانح، قبل العملية وبعدها، لتتوفر لنا معرفة أفضل بكمية الدم التي فقدها.

تبدو التجربة في رأي أولدنبرج ناجحة وإن كانت مملة إلى حد ما؛ فقد نجا الرجل لكنه لم يتغير، وليس من المؤكد ما إذا كان كوجا قد تلقى كمية كبيرة من الدم؛ نظرا لاهتمامهم بطول الأنبوب الموصل بينه وبين الخروف، والعلامات الأولية على تثاقل حركة الدم عبره حتى قبل إدخاله إلى ذراع كوجا. علاوة على ذلك، لم يذكر كوجا أي شيء عن إحساسه بأي حرارة؛ وهي ملاحظة تكررت في التجارب الفرنسية وعرض يظهر على الأغلب نتيجة استثارة الدم الغريب لرد فعل شديد في دم المتلقي مع دخوله إلى الأوعية.

من الصعب تحديد الأثر الحقيقي لعمليات نقل الدم إلى كوجا. ومن المؤكد أن بيبيس كان إيجابيا بدرجة كبيرة، رغم أنه لم يذكر أن كوجا ربما كان يعاني من اختلال عقلي بسيط، وبذلك يصعب التأكد من أي نتيجة:

سررت لرؤية الرجل الذي أخذ منه دمه؛ إنه يتحدث جيدا، وقدم للجمعية تعليقا على التجربة باللاتينية، قائلا إنه يشعر بتحسن من بعدها، وإنه صار رجلا جديدا، إلا أنه يشعر بصداع خفيف في رأسه رغم أن كلامه منطقي وجيد جدا. لم يتقاض سوى 20 شلنا لقاء الخضوع لتلك التجربة، ومن المقرر أن يخضع لذات التجربة مرة أخرى؛ هو أول رجل سليم يخضع لها في إنجلترا، لكننا نسمع عن آخر في فرنسا.

لذ اتفق مجموعة العلماء، بعد انبهارهم بأدائهم الأول، على تكرار التجربة. مع اطمئنانهم إلى أن محاولتهم الأولى بينت أنهم لم يكونوا على شفا كارثة. ففتحوا الأبواب أمام مجموعة أكبر من المشاهدين، وبعد أقل من شهر، في الرابع عشر من ديسمبر 1667، أجرى لوور وكينج ثاني تجربة لنقل الدم أمام الجمعية بالكامل، ومعها - كما أخبر أولدنبرج بويل - «حشد غريب من المحليين والأجانب».

لكن هذه المرة، لم ترد عملية نقل الدم في «مداولات فلسفية». والسبب؟ من الممكن جدا أن يكون ذلك بسبب أنها كانت عادية جدا. في الواقع، كتب السير فيليب سكيبون إلى جون راي - عالم البيئة الرائد وعالم اللاهوت وقتئذ - قائلا: «لم تر آثار نقل الدم؛ فقد تكفلت المقاهي بإفساد أخلاق الرجل، ومن ثم بإحراج الجمعية الملكية وجعل التجربة سخيفة.»

1

من الواضح، أن الحضور المهمهم قد أصيب بخيبة أمل لأنهم لم يروا علاجا ولا شخصا معتوها، وطردوا الرجل المصاب ببعض الخرف.

وأتت الكلمة الأخيرة تقريبا عن هذا العلاج الخاضع للتجربة في خطاب للجمعية الملكية من أجنوس كوجا، وهي إما والدة المريض أو زوجته، ولم تكن متفائلة بالمسألة بجملتها. وباستنباط مضمون الرسالة، يبدو أن آرثر قد أصبح في فقر مدقع، ومحتقرا إلى حد ما، وعاجزا عن الحصول على عمل. يمكن أن ينظر لهذا باعتباره «خطاب استعطاف» تقليديا يتوسل للحصول على المال، لكن بالنظر إلى الحالة المالية المزرية للجمعية الملكية، لم يكن هناك ما يؤدي لاعتقاد قدرة الجمعية على إرسال المال:

Shafi da ba'a sani ba