Jini da Adalci
الدم والعدالة: قصة الطبيب الباريسي الذي سطر تاريخ نقل الدم في القرن السابع عشر
Nau'ikan
فخامتكم!
بعد أن حصلت على قلم وحبر وورقة في إطار التزام حارس جلالته في البرج بأوامركم من أجل تقديم عريضة متواضعة إلى جلالته بجانب شفاعة سعادتكم، لا يسعني إلا أن أبدأ بالإعراب عن امتناني لمعاليكم على منحي هذه الحرية، وأن أطلب في الوقت ذاته أن تصل هذه العريضة إلى جلالته على يديكم وبفضل إحسانكم بهدف أن أقدم لجلالته كما قدمني إليكم ربما بعض أولئك الذين يعرفونني حق المعرفة.
9
لم يؤثر حبس أولدنبرج لشهر كامل في قدرته على كتابة عبارات افتتاحية منمقة ومتذللة. إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن أي شخص خاطر بالدفاع عنه وعرض قضيته. فحتى بويل لم يكن مستعدا على ما يبدو لأن يتخذ تلك الخطوة ويستخدم نفوذه.
لم يعرف أولدنبرج أنه في الوقت الذي كان يكتب فيه الخطابات محاولا استعادة حريته، كان هناك شخص ما - ربما يكون ويلكنز - ينشر النسخة التالية من دوريته؛ وهي النسخة الأولى من العدد 27 المثير للجدل من دورية «مداولات فلسفية». من المتوقع أن الدافع وراء ذلك كان الحفاظ على بقاء دورية أولدنبرج واستمرارها - هي ودخلها - ليجد صاحبها عملا يعود إليه عند إطلاق سراحه. من ناحية أخرى، ربما كان الشخص الذي تدخل - أيا كان - يسعى للاستيلاء على الدورية وادعاء ملكيته إياها أو جعلها جزءا لا يتجزأ من الجمعية الملكية. من الصعب أن نعرف، لكن من دون علم أولدنبرج أو موافقته نشرت النسخة ووزعت على قائمة المشتركين الذين يدفعون رسومها.
وفي 5 أغسطس، كتب أولدنبرج مجددا إلى أرلنجتون. تغيرت نبرته وكان الخطاب مختصرا ومباشرا. إن لم يطلق سراحه قريبا فسيفلس ويرسل إلى سجن المديونين. ربما كان لهذا الخطاب بعض الأثر، أو الأرجح أن الخطوة التالية كانت نتيجة انتهاء الحرب بين إنجلترا وهولندا بتوقيع معاهدة سلام في بريدا في 31 يوليو. وأيا يكن السبب، فقد تلقى ملازم البرج رسالة بسيطة في السادس والعشرين من أغسطس:
أولدنبرج. إفراج للسجين أولدنبرج من البرج. 26 أغسطس 1667.
10
لا بد أن الاحتجاز في زنزانة كان أمرا محبطا على نحو يفوق الوصف. لكن إطلاق سراحه جلب مزيدا من الخطر. فمن الذي يمكن لأولدنبرج أن يثق فيه؟ هل يأمن عودته إلى منزله في لندن، أم أنه يقتل على يد جماعة من الغوغاء لا يميزون الرجل البريء عندما يرونه؟ لقد أعدم كثير من الأجانب في الشوارع دون محاكمات في أعقاب الحريق الكبير، وكان أهل لندن معروفين بأن شكوكهم سرعان ما توصلهم إلى استنتاجات بشعة. لم يعرف أولدنبرج كثيرا عن الحالة المزاجية العامة في لندن بعد انتهاء الحرب.
ربما كان أولدنبرج يرتعد خوفا أثناء سيره، لكنه لم يكن جبانا. لقد أراد أن يقف أمام الشخص الذي تسبب توقيعه في سجنه، ولو لإثبات أنه لم يكن لديه ما يخشاه. انطلق أولدنبرج على قدميه وسار نحو ميل من البرج إلى منزل أرلنجتون في وسط المدينة، وكما أخبر بويل لاحقا: «حضر إلى لورد أرلنجتون معلنا عن خضوعه التام له.» وأعرب عن ولائه وإخلاصه للملك والبلاد وتصالح مع المدعي.
Shafi da ba'a sani ba