90

Dalil Wa Burhan

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Nau'ikan

وقد وقفت على خطبة عبد الرحمن بن رستم كان خطب بها يوم جمعة في كتاب ذكر فيها خطبه - رضي الله عنه - فقال : ( من قرأ في صلاة الصبح فاتحة الكتاب فقد تولى جميع المسلمين وتبرأ من جميع الكافرين ، ومن قرأ التحيات في صلاته فقد أتى بالتوحيد الذي عليه ، ولو كان هناك شيء يلزم العباد لأدرجه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في الصلاة فإنها عمود الدين ) .

ومن العجائب أنه يعلمهم التحيات كما يعلمهم السورة من القرآن ولا يعلمهم هذه المسائل .

وكان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن (( اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة الميسح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات )) .

وقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين كان يعلمهم التحيات فلما بلغ إلى قوله : (( والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين )) قال : (( إذا قالها العبد المسلم في صلاته أصابت كل عبد طائع لله في السموات والأرض )) .

واعلم أن هذه الكلمة تأتي على الولاية التي أوجبها الله تعالى بين المؤمنين من الأنس والجن والملائكة ، وفي (( المغضوب عليهم ولا الضالين )) أنه البراءة التي أوجبها الله تعالى بيننا وبين الكافرين .

وأمر الدين قد جاء متواترا ظاهرا شاهرا ، ولم يقصد فيه إلى شيء يزداده على الجملة وقد ذكر الله - عز وجل - في القرآن أسامي القيامة والنفختين والمحشر والمنشر والواقعة والحاقة والطامة والصاخة والقارعة ، في أمثالها .

وقد شع أهل السنة هم بآرائهم أيضا فيما لا يسعهم جهله الميزان والصراط والصحف والمحشر والمنشر ( 3 ) في أمثالها ، ولو تتبعناهم في مذاهبهم ، لاتسع المجال ، وكثر المقال ، وضاع العيال ، ولم يدخل الجنة إلا المحال ، سبحان ذي الجلال .

وأما قول عمروس بن فتح فيما يسع جهله فيما ضيقه المشايخ على الناس وسعه هو .

Shafi 16