142

Dalil Wa Burhan

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

Nau'ikan

فلو قال الأولون : هم مسلمون . وصدقهم أصحابهم لمر عليهم ذلك الاسم . ولو قال الآخرون : هم مشركون . وصدقهم أصحابهم لمر عليهم ذلك الاسم ، ولكن لما اختلفوا رد الله على الجميع فوعدهم بعد أن اختلفوا أن لابد للحق أن يقول به منهم ناس ، ولم يجتمعوا على ضلال .

وقد سأل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن أي آية أعظم في القرآن ؟

قال بعضهم : ( يس ) .

وقال بعضهم بما قال ، وأبي بن كعب ساكت .

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( مالك ساكتا يا أبي ؟ )) قال : ( الله ورسوله أعلم )

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( إنما أسألك عن علمك لا عن علم الله ولا عن علم رسوله )) .

فقال أبي : ( آية الكرسي ) . فجمع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أصابع يديه فضرب بها في صدره فقال : (( ليهنئك العلم يا أبا المنذر )) واستحسن جوابه ، ولم يعب على الآخرين شيئا .

وكاجتهادهم حين أمرهم رسول الله عليه السلام فقال : (( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة )) والقوم بعيدو العهد بأهليهم ، فتباطأ منهم أناس ولم يصلوا إلى قريظة صلاة العصر إلا بعد العتمة ، فلم يعب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحدا منهم.

في تفسير القرآن :

واعلم أن تفسير القرآن مفوض إليهم لما أنفهم لهم من القرآن ، لأن الله تعالى بعث إليهم رسولا مبلغا إليهم ما عرفوه من لغتهم ، فلهم الاتساع على قدر ما ذهبت إليه أنفسهم ، ما لم يرد من الله تعالى ما يمنعهم ، أو من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أيام أبي بكر في أهل الردة ، والسنة عندهم في المرتد القتل ، كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( من بدل دينه فاقتلوه لا سبي ولا غنيمة )) .

ثم إن أبا بكر نظر هؤلاء المرتدين ، فوجدهم قد انحازو إلى بلادهم أول مرة ، وهم قريبو العهد بالشرك فالغالب عليهم الرجوع إلى مذاهبهم أول مرة.

Shafi 68