Dalil Nass
دليل النص بخبر الغدير
وهذا الأمر لا لبس فيه:
واما الذين اعتمدوا على أن خبر الغدير لو كان موجيا للامامة لأوجبها لأمير المؤمنين (عليه السلام) في كل حال، إذ لم يخصصها النبي (صلى الله عليه وآله) بحال دون حال، وقولهم: إنه كان يجب أن يكون مستحقا لذلك في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإنهم جهلوا معنى الاستخلاف والعادة المعهودة في هذا الباب.
وجوابنا ان نقول لهم: قد أوضحنا الحجة على أن النبي (صلى الله عليه وآله) استخلف عليا (عليه السلام) في ذلك المقام، والعادة جارية فيمن يستخلف أن يخصص له الاستحقاق في الحال، والتصرف بعد الحال، ألا ترون أن الإمام اذا نص على حال له قوم بالامر بعد، أن الأمر يجري في استحقاقه وتصرفه على ما ذكرناه؟!
ولو قلنا: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) يستحق بهذا النص التصرف والامر والنهي في جميع الأوقات على العموم والاستيعاب إلا ما استثناه الدليل وقد استثنت الأدلة في زمان حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي لا يجوز أن يكون فيه متصرف في الأمة [ غيره] (54) ولا آمرناه لهم سواه لكان هذا أيضا من صحيح الجواب.
فإن قال الخصم: إذا جاز أن تخصصوا بذلك زمانا دون زمان، فما أنكرتم أن يكون إنما يستحقها بعد عثمان؟
Shafi 56