Dalalat Shakl
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
Nau'ikan
ولست أعني حين أعرض تصنيف سوريو للفنون أنه التصنيف الأفضل أو الصحيح، وإنما أعرضه لأنه يحصر الفنون بطريقة تفي بغرضي وتفيدني في تبيان ما أريد تبيانه، لقد حصر سوريو الفنون جميعا وفقا لمقولتي «التمثيل»
representation
و«التجريد»
abstraction
اللتين تتعلقان بالضرورة بمقولة ثالثة هي مقولة «الكيفية» وهي قريبة حتى التطابق مما نعنيه بالوسيط الحسي
medium ، وما أريد أن أقوله هو أننا حتى لو استخدمنا مصطلح سوريو تبقى الشكلية نظرية صائبة ويبقى «الشكل الدال» هو القاسم المشترك بين الفنون جميعا، تمثيلية وغير تمثيلية؛ فالفنون التمثيلية نفسها ستكون في النهاية فنونا بما هي شكل لا بما هي تمثيل، وستؤدي إلى الانفعال الإستطيقي بفضل الشكل الدال وحده، والفنون التمثيلية جميعا، وأولها الأدب، هي فنون بقدر ما تندمج عناصرها التمثيلية في شكل دال.
وبتعبير آخر يمكن أن أقول: إنه في جميع الفنون التمثيلية ينبغي أن يتحول العنصر التمثيلي ذاته إلى وسيط حسي آخر! أقترح أن نسميه «وسيط الدرجة الثانية»
second-order medium ، يصاغ في شكل دال، ذلك الشكل الذي سيقع عليه الإدراك الإستطيقي، والذي سيسبغ على العمل قيمته الجمالية، فإذا كانت الفنون بطبيعتها هي إما فنون تمثيلية وإما فنون تجريدية، ففي جميع الأحوال لن يكون الفن فنا إلا بالشكل الدال.
هذه إذن صياغة أخرى للنظرية الشكلية تتجنب المصاعب وتسد الثغرات، أطرحها لا كبديل لصياغة بل، وإنما كنموذج إضافي يكملها ويسهل عليها أن توضح اللبس وتصمد لكل الانتقادات القائمة على سوء الفهم أو غموض الألفاظ، وبذلك تبقى الشكلية نظرية وافية تنطبق على جميع الفنون بما فيها فن الأدب؛ فالشكل الدال قاسمها المشترك، كل ما في الأمر أن الوسيط في الفنون التجريدية بسيط وفي الفنون التمثيلية مركب.
الفصل السابع
Shafi da ba'a sani ba