Dalalat Shakl
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
Nau'ikan
ويفشل في «عزل»
3
الفن، ويريد أن يسير الحياة بمقتضيات الفن. «وقد بين روجر فراي أنه من المحال على أغلب البشر أن ينظروا إلى ثور مغير (هاجم) كغاية في ذاته، ويسلموا أنفسهم للدلالة الانفعالية لأشكال الثور، فنحن ما نكاد نميز بطاقة «ثور مغير» حتى نهيئ أنفسنا للفرار لا للتأمل، ها هنا تكون عادة تمييز البطاقات مفيدة لنا، إلا أنها تضرنا عندما تحول بين الأشياء وبين استجابتنا الانفعالية لها رغم غياب أي داع للفعل أو العجلة ... إن عادة تمييز البطاقة وإغفال الشيء، والرؤية الفكرية بدلا من الرؤية الانفعالية؛ هي علة ذلك العمى المذهل، أو بالأحرى تلك الضحالة البصرية، لمعظم الراشدين المتحضرين، فنحن لا ننسى ما حرك شعورنا، ولكن ما اجتزأنا بتمييزه ولم نزد فهو لا يخلف في ذهننا أثرا عميقا.»
4
مساوئ الموقف العملي
ذلك هو الموقف العملي، أما «الموقف الإستطيقي» فهو الموقف الذي نتخذه من شيء ما عندما نهتم به دون باعث من المنافع العملية، فنوليه اهتماما «منزها عن الغرض»
disinterested
ونتأمله من أجل ذاته فحسب، فإذا كانت العادة تغطي عالمنا بقشرة من الرتابة وتذهب بماويته وبهائه وتغشي على موضع الدهش منه، فإن الفن اختراق إلى باطن الحياة وقراءة في قلب الواقع وامتداد بملكات الإدراك ، وإذا كانت الحياة العملية «تقلص رؤيتنا وتضع على أعيننا غمائم كي لا نتلفت ولا ننظر إلا في الاتجاه الذي تفرضه ضرورات العمل.»
5
فإن الفن سراح للعين والخاطر، وهجرة إلى الواقع النهائي.
Shafi da ba'a sani ba