«أَعْيَيْتِنِي بِأُشُرٍ فَكَيْفَ بِدُرْدُرٍ»، وَذَلِكَ أَنَّ عَجُوزًا كَانَتْ سَقَطَتْ أَسْنَانُهَا، فَجَعَلَتْ تُغَازِلُ زَوْجَهَا، فَقَالَ: أَعْيَيْتِنِي بِأُشُرٍ، وَأَنْتِ شَابَّةٌ، وَأَسْنَانُكِ مُوَشَّرَةٌ لِلْحَدَاثَةِ، فَكَيْفَ، وَقَدْ سَقَطَتْ أَسْنَانُكِ كُلُّهَا
قَالَ الْأَثْرَمُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رُؤْبَةَ يَوْمًا فَوَهَبْتُ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا حَتَّى اسْتَأْذَنَ لِي عَلَيْهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ أَتَيْتَنِي، وَأَنَا أُلَوِّكُ بُسْرَةً عَلَى دُرْدُرِي فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْضُغَهَا.
وَإِذَا كَانَ الشَّيْخُ كَذَلِكَ فَهُوَ أَدْرَدُ، وَالْعَجُوزُ دَرْدَاءُ بَيِّنَةُ الدَّرَدِ، وَمَا كَانَ أَدْرَدَ وَلَقَدْ دَرِدَ يَدْرَدُ دَرَدًا، وَأَنْشَدَ لِيَحْيَى بْنِ هَزَّالٍ:
فَعَضَّ الْحَصَى إِنْ كُنْتَ أَصْبَحْتَ رَاغِمًا ... بِنَابَيْكَ وَاكْدُمْهِ بِدُرْدُرِكَ الْأَيَلَ.
قَالَ: وَالْيَلَلُ: قِصَرُ الْأَسْنَانِ، وَهُوَ عَلَى مِثَالِ الْأَعْرَجِ وَالْعَرَجِ، وَالْأَشَلِّ وَالشَّلَلِ وَهُوَ اسْمُ الدَّاءِ.