وأما كربونات الحديد فتوجد مبلورة على هيئة عروق في الأرض العتيقة أيضا، وفي بعض الأحيان يجدونه بين طبقات الفحم الحجري فتتلون باللون الأسود ويعطونه اسم حديد حجر الفحم (1) .
فتأمل أيها العاقل الذي يريد الوقوف على أسرار كلام الله الذي أنزله هداية ورحمة جامعا لما فيه صلاح المعاش والمعاد للإنسان ، والمسلمون من غفلتهم عنه معرضون (وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ) ( يوسف / 105)
ولا بأس أن نذكر هنا بعض ما أورده أبو يعقوب مما له علاقة بالموضوع، من ذلك في رسائل إخوان الصفا قال في رسالة الآثار العلوية : الغرض منها هو البيان عن كيفية حوادث الجو وتغييرات الهواء من النار والظلمة والحر والبرد وتصاريف الرياح من البخارات والدخان الصاعد في الهواء من البحار والأنهار وما يكون منها من الغيوم والضباب والظل والأنداء ، والأمطار والرعود والبروق والثلوج والبرد والهالات وقوس قزح والشهب وذوات الأذناب وما يشاكلها(1) اه
ثم أورد ما يخص تكوين المعادن والجواهر وعلة اختلاف جواهرها وكيفية تكوينها في الأرض ، وعن ماهية الطبيعة ومولداتها التي هي ( الحيوان ) و( النبات ) و( المعادن ) .
(1) الجواهر السنية
(2) الدليل والبرهان ، اعلم أن هذه الرسائل وضع جماعة من الحكماء لم تعرف أسماؤهم وقد نسج على منوالها جماعة من الحكماء والمتأخرين إلا أنهم لم يأتوا بشيء بالنسبة إلى الرسائل الأولى .
Shafi 45