265

Cyrano De Bergerac

سيرانو دي برجراك

Nau'ikan

وافرض أن هذه اللحظة التي وصفتها قد جاءت فعلا وتجلت فماذا لعمرك أنت قائل فيها؟ وأي الكلمات أنت على التعبير عنها مستعين؟

سيرانو :

كل كلام يومئذ يقال جميل، وكل ما يرد على الخاطر صالح، حسبي أن أتلقى الكلمات من خاطري لحظة تواردها فأنثرها بغير نظام، وأقذف بها في غير تنسيق، نثري الأزهار، لا أصطنعها باقات مرتبة الورود بجانب الرياحين ... يومئذ يغني قولي: إني أحبك إني مستهام بك، لم أعد أحتمل إني أختنق، هذا كثير، اسمك في قلبي يخفق خفق الجرس، ولهذا كان قلبي في خفقان دائم متصل، إذ الجرس لا يني عن الخفقان، مدويا باسمك في رنين حلو.

أذكر يوما من أيام السنة الماضية، هو الثاني عشر من شهر مايو، يوم خرجت من دارك في الصباح، وقد صففت شعرك تصفيفة جديدة، فاتخذت بريق شعرك نبراسا لي، وكنت كمن يتطلع إلى قرص الشمس القرمزي، فلا تقع عينه إلا على بقع ذهبية تموج في ناظريه.

روكسان :

هذا هو لعمرك الحب.

سيرانو :

أجل، إن هذا الذي يملأ حسي رهيبا غيورا متلظيا باكيا، هو الحب؛ لأن الحب أبدا حزين، حتى وسط أفراحه، مبتئس حتى في لحظات مباهجه وانشراحه.

أي والله إنه الحب، وإن كان العجيب فيه أنه لا ينطوي على حب ذات، أو حب لنفسه، فأنا من أجل حبك أرتضي أن أقتل بسرور ما أجد منه في صدري وإحساسي، حتى وإن ظللت بسره تجهلين، بل ستلبثين الدهر كله عنه لا تدرين شيئا، ولا تعرفين، حسبي وأنا في وحدتي ومنآي، وعزلتي وجواي، أن أسمع أحيانا صدى ورنينا، لذلك الرغد الذي اشتريته لك كريما لا ضنينا، كل لمحة منك توقظ في نفسي فضيلة، وكل نظرة مني إليك تهيئ شجاعة جديدة مجهولة، وشهامة لم تكن من قبل عندي وبسالة، أفتراك أيتها العزيزة بدأت تفهمين ... لقد توانيت فهما، وتباطأت وجدانا، ألا تعلمين أنني في اللحظات التي ترقى فيها آمالي أبعد ما تكون صعدة ورقيا، أحس أنني قد أوتيت تعويضا مواسيا، لم أكن من قبل لمثله مؤملا، ولا راجيا، فاليوم لم يبق لي إلا أن أموت فما أهنأ المنية، لقد كان لكلماتي فيك وقع السحر، وهأنذا أراك تضطربين بين الأغصان الزرقاء في ظلمة الليل ... إنك ترتعدين كورقة ناضرة بين أوراق الشجر ... ولقد أحسست بالرعشة الحلوة وهي تنزل من يديك على فروع الياسمين المتدلية من الشرفة (يقبل بجنون طرف فرع متهدل) .

روكسان :

Shafi da ba'a sani ba