286

Cuyun Tafasir

عيون التفاسير للفضلاء السماسير للسيواسي

Nau'ikan

(لقال الذين كفروا إن هذا) أي ما هذا الكتاب (إلا سحر مبين) [7] أي ظاهر لكل إنسان، فلا يؤمنون به.

[سورة الأنعام (6): آية 8]

وقالوا لو لا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون (8)

(وقالوا لو لا) أي هلا (أنزل عليه ملك) من السماء، نزل حين قالوا للنبي عليه السلام: أنزل علينا كتابا مع ملائكة يشهدون بصدقك حتى نؤمن بك «1»، فقال تعالى ردا عليهم (ولو أنزلنا ملكا) عليهم من السماء وعاينوه ولم يؤمنوا (لقضي الأمر) أي لوجب الحكم بهلاكهم عند حصول مرادهم (ثم لا ينظرون) [8] أي لا ينتظر بهم طرفة عين حتى يعذبوا أو يهلكوا لعدم طاقتهم برؤيته ونوره المحرق أرواحهم.

[سورة الأنعام (6): آية 9]

ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون (9)

(ولو جعلناه) أي رسولهم (ملكا لجعلناه) أي الملك المرسل (رجلا) أي على صورة البشر ليتمكنوا من رؤيته لضعف البشر عن مشاهدة الملك (وللبسنا) أي ولخلطنا (عليهم) بادعائهم «2» الملكية، لأنه ملك في صورة رجل (ما يلبسون) [9] أي ما يخلطون على أنفسهم حينئذ، فيقولون هذا إنسان وليس بملك فكذبوه، فوقع الأمر ملتبسا بالشك عليهم فخذلهم الله كما كانوا مخذولين.

[سورة الأنعام (6): آية 10]

ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن (10)

ثم سلى نبيه عليه السلام ليصبر على أذاهم بقوله (ولقد استهزئ برسل من قبلك) أي استهزأهم قومهم المرسل إليهم كما استهزأ بك قومك في أمر العذاب (فحاق) أي نزل وأحاط (بالذين سخروا منهم) أي استهزؤا بالرسل (ما كانوا به يستهزؤن) [10] أي الشيء الذي استهزؤا به الرسل من الحق وهو العذاب.

[سورة الأنعام (6): آية 11]

قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين (11)

قوله (قل سيروا في الأرض) خطاب للنبي عليه السلام أن يقول للمشركين سافروا في البلاد للتجارة وغيرها من المنافع أو للاعتبار بمن مضوا من قبلهم (ثم انظروا) بنظر العقل لا بنظر الغفلة (كيف كان عاقبة المكذبين) [11] بالرسل والكتب من المسخ والنسخ والخسف وغير ذلك من العذاب، و«ثم» للتراخي والتباعد بين السير والنظر.

[سورة الأنعام (6): آية 12]

قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون (12)

ثم قالوا للنبي عليه السلام إن فعلت هذا الفعل بنا لطلب المال فاترك هذا الفعل ونجمع لك مالا تصير به أغنى أهل مكة فنزل «3» (قل) لهم سائلا عنهم سؤال تبكيت (لمن ما في السماوات والأرض) أي الذي فيهما، فان أجابوا بالحق فبها ونعمت وإلا فأنت تقريرا لهم (قل) ما في السموات والأرض كله (لله) فلا تقدرون على أن تعطوا منه شيئا إلى غيره هو القادر على الإعطاء والمنع، ثم قال استعطافا لهم ليؤمنوا به (كتب على نفسه الرحمة) أي أوجبها على ذاته الكريم، فلا يعاجلكم بالعقوبة في الدنيا، قال عليه السلام: «إن لله مائة رحمة أنزل منها واحدة فقسمها بين الخلق فبها يتراحمون وبها تعطف الوحوش على أولادها، وادخر لنفسه تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة» «4»، ثم قال مقسما والله (ليجمعنكم) في قبوركم (إلى يوم القيامة) واللام فيه جواب قسم محذوف «5» دل عليه «كتب» أو «إلى» بمعنى في، أي في يوم القيامة (لا ريب فيه) أي في الجمع وهو البعث، ثم قال تخويفا لهم (الذين خسروا أنفسهم) أي باعوها في علم الله تعالى باختيار شهواتها بدل ما أعد لهم من النعيم في

Shafi 7