180

Cuyun Rasailwa Ajwiba

مجموعة الرسائل والمسائل النجدية لبعض علماء نجد الأعلام (الجزء الثالث)

Editsa

حسين محمد بوا

Mai Buga Littafi

مكتبة الرشد

Lambar Fassara

الأولى

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

Fatawowi
عن الملة، وإلى ما لا ينقل عنها.
وكذلك النفاق نفاقان: نفاق اعتقاد، ونفاق عمل (١) . ونفاق الاعتقاد مذكور في القرآن في غير موضع، أوجب لهم تعالى به الدرك الأسفل من النار (٢)، ونفاق العمل جاء في قوله ﷺ «أربع من كن فيه كان منافقًا /خالصًا/ (٣)، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا ائتمن خان» (٤)، وقوله ﷺ «آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» (٥) .
وقال بعض الأفاضل (٦): "وهذا النفاق قد يجتمع مع أصل الإسلام، ولكن إذا

(١) يكون النفاق اعتقاديًا، إذا كان نفاقًا في اعتقاد الإيمان، فهو نفاق الكفر، الذي كان عليه المنافقون، أتباع أبي بن سلول، في عهد النبي ﷺ فالنفاق الاعتقادي: هو إظهار الإسلام، وإبطال الكفر، وهو الذي أنكره الله على المنافقين في القرآن، وأوجب لهم الدرك الأسفل من النار. أما النفاق العملي: هو اختلاف السر مع العلانية في الواجبات.
انظر هذا التقسيم لنوعي النفاق: كتاب "الصلاة وحكم تاركها"، لابن القيم الجوزية (٧٥١هـ)، ص٥٦-٥٧. ونقل الترمذي نحوه، عن الحسن البصري. سنن الترمذي، ٥/٢١.
(٢) قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا﴾ [النساء:١٤٥] . ومن الآيات الواردة في النفاق الاعتقادي قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾، وقوله: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾ [البقرة:٨،١٤] .
(٣) في (ب)،و(ج)، و(د): حقًا.
(٤) انظر: صحيح البخاري مع الفتح، ١/١١١، الإيمان، باب (علامة المنافق)، بتقديم الخصلة الرابعة على كل الخصال. صحيح مسلم بشرح النووي، ٢/٤٠٦، الإيمان، باب (بيان الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه) . سنن الترمذي، ٥/٢٠-٢١، الإيمان، باب (ما جاء في علامة المنافق) . سنن النسائي، ٨/١١٦، الإيمان، باب (علامة المنافق) .
(٥) انظر: المراجع السابقة: البخاري، ١/١١١. مسلم، ٢/٤٠٧. الترمذي، ٥/٢٠. النسائي، ٨/١١٧.
(٦) يريد الإمام ابن قيم الجوزية؛ فهو صاحب القول المنقول هنا.

1 / 197