============================================================
الفن الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات الأمور في صحة الحيي على ألا يخلو من أن يكون حيا ناطقا ميتا أو يكون ذلك جائزا عليه.
فإن قال قائل: إذا زعمتم على الجواب الأول أن معنى قولكم يجوز عليه القدرة والعلم ليس هو كان يجوز أن يقدر بعد أن لم يكن قادرا، وأنه يقدر بقدرة وإنما ثريدون أن قول القائل: إنه قادر جائز غير محال؛ فقد وجب بهذا أنه ليس معنى قادر معنى حي، ولا معنى حي معنى قادر، وإنما معنى حي هو أن قول القائل: إنه قادر عالم جائز غير محال، قلنا: أجل.
فإن قالوا: فأخبروا وجود قادر غير حي؛ قلنا: لا يجوز ذلك؛ ليس لأن معنى حي معنى قادر، ولأن القادر إنما كان قادرا لأنه حيي، ولكن لأن القادر لا يكون قادرا إلا وقول القائل: إنه قادر جائر غير محال، وإنما كان كذلك لأنه حك، وكان حيا لأنه كذلك. فلذلك وجب ألا يكون قادرا إلا حيا، وبطل وجود قادر غير حي فإن قالوا: فكذلك فقولوا: إنه لا يكون حيي غير قادر؛ لأن الحي لا يكون حيا إلا وقول القائل: إنه حيي جائز غير محال؛ قلنا: إن هذا لكما وصفتم، ولكن الحي وإن كان لا يكون حيا إلا وقول القائل: إنه قادر جائر عليه غير محال، فلم يكن ذلك جائزا لأنه قادر، بل قد يجوز ذلك على من يستحيل أن يكون قادرا، كالميت؛ فإنه يجوز أن يحيا، ولن يجوز أن يقدر، والقادر لا يكون قادرا إلا وقول القائل إنه قادر جائز غير محال، وهو مع ذلك جاز منه هذا القول ولم يستحل؛ لأنه حي، فوجب أن يكون حيا، وبطل أن يكون غير حي.
فإن قال قائل: فكأنكم قد عزمثم على قول القائل لمن ليس بقادر: إنه
Shafi 627