============================================================
مقالات البلخي السبيل؛ لأنه لا يتضمن معناه وحقيقة الاتصال، ولا المقابلة، ولا غير ذلك مما يوجث الجسمية. وإذا كان هذا هكذا فبنفس جواز الجسم يعلم أنه من جاز عليه ذلك فهو جسم حي، ولا يمكن أن يعرف أنه جائز عليه الحسن، ولا قبل أن يعرف أنه جسم، وليس بنفس قولنا: إنه قادر أن يجوز أن يعلم أنه جسم قادر، بل قد يعلم أنه قادر ثم لا يعلم أجسم هو أو غير جسم إلا باستدلال مستأنف، وفكرة مستقبلة.
فإن قال: هذا الحكم ودعوى، فما الفصل بينكم وبين من قال إن معنى القادر وحقيقته أنه يفعل في نفسه وفي غيره بجارحة لا جسم؟
قلنا: إن المعارضة ليسث تصيخ بتسوية الألفاظ والمقابلة بها. والأمر إذا بلغ هذا الحد فليس فيه إلا الؤجوغ إلى البداية، وأول العلوم القائمة في الأنفس؛ فإنما يعلم أن من عرف الشيء محسا فقد عرف ما ذكرناه من أنه متصل به، ومقابل له بنفس ما عرف به أنه محسن، وليس من عرف الشيء قادرا فقد عرف أته يفعل في نفسه، وأنه يفعل بجارحة، بل إذا عرف أنه جائز منه أن يفعل ويختار فقد عرف أنه قادر قبل أن يفكر في أنه يفعل في نفسه أو في غيره، أو يفعل بجارحة، أولا بجارحق وأنه لا يعرف صحة ذلك وبطلانه إلا بدليل مستأنف. كما أنه إذا عرف مدركا لما قابله أو اتصل به أو بما حاذاه فليسن يعلم أنه أحس بسمع أويد أو بصر إلا بعد فكرة مستأنفة وبحث مستقل.
وفرق: وهو أنه قد يعرف الشيء في الشاهد قادرا من لا يعرفه جسما، وليس يعرفه محسأ إلا من يعرفه (جسما أو جزء جسم، فهو إذا يدل على أن حقيقة
Shafi 618