Cutting Ties to Reflect on the Servitude of the Creatures
قطع العلائق للتفكر في عبودية الخلائق
Mai Buga Littafi
مركز تأصيل علوم التنزيل للبحوث العلمية والدراسات القرآنية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٤٣ هـ
Inda aka buga
القاهرة - مصر
Nau'ikan
ويشهد لذلك من السنة ما ثبت عند مسلم من حديث أنس بن مالك ﵁ قال: كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ ﷺ فَضَحِكَ، فَقالَ: هلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ؟ قالَ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: مِن مُخَاطَبَةِ العَبْدِ رَبَّهُ يقولُ: يا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟ قالَ: يقولُ: بَلَى، قالَ: فيَقولُ: فإنِّي لا أُجِيزُ علَى نَفْسِي إلَّا شَاهِدًا مِنِّي، قالَ: فيَقولُ: كَفَى بنَفْسِكَ اليومَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، وَبِالْكِرَامِ الكَاتِبِينَ شُهُودًا، قالَ: فيُخْتَمُ علَى فِيهِ،
فيُقَالُ لأَرْكَانِهِ: انْطِقِي، قالَ: فَتَنْطِقُ بأَعْمَالِهِ، قالَ: ثُمَّ يُخَلَّى بيْنَهُ وبيْنَ الكَلَامِ، قالَ فيَقولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ. (^١)
* مشاهد من عبودية محبةِ جبلِ أحد لرسولِ اللهِ- ﷺ وللمؤمنين:
قال رسول الله ﷺ: "هذِه طَابَةُ (المدينة)، وَهذا أُحُدٌ، وَهو جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ". (^٢)
في روايةٍ أخرى قال رسول الله ﷺ: "اثبتْ أُحدٌ فإنّ عليك نبيٌّ وصدِّيقٌ وشهيدان". (^٣).
فسبحان من أنطق الجوارح كلها لتشهد على صاحبها، أنطق اليدين وأنطق القدمين وأنطق السمع والأبصار والجلود.
المطلب السادس: مشاهد من عبودية الطعام وتسبيحه
الطعام يقدس الله تعالى ويسبحه، فقد ثبت عند البخاري منْ حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود ﵁ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي سَفَرٍ فَقَلَّ الْمَاءُ فَقَالَ: «اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ». فَجَاءُوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ المُبَارَكِ، وَالبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ»، فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهْوَ يُؤْكَلُ". (^٤)
وبعد هذا البيان يتضح للمتأمل عبودية المخلوقات كلها لربها جل في علاه، العوالم كلها علويها
(^١) - رواه مسلم: (٢٩٦٩). (^٢) - رواه مسلم: (١٢٩٢). (^٣) - فتح الباري: (٧/ ٣٨). (^٤) أخرجه البخاري في كتاب المناقب، رقم: (٣٥٧٩).
1 / 97