- خلو الكوفة من الرؤساء (١): ⦗١٣٦⦘
أذن معاوية لأهل الفتنة الذين أمر عثمان بتسييرهم إلى الشام أن يذهبوا أنى شاءوا، فتحدثوا فيما بينهم فقالوا: إن العراق والشام ليسَا لنا بدار فعليكم بالجزيرة فأتوها اختيارًا، فغدا عليهم عبد الرحمن بن خالد فسامهم الشدة كما ذكرناه وتابعوه وتابوا، وسرح الأشتر إلى عثمان فدعا به وقال: اذهب حيث شئت. فقال: أرجع إلى عبد الرحمن، فرجع.
ووفد سعيد بن العاص إلى عثمان سنة إحدى عشرة من خلافة عثمان. وكان سعيد قد ولي قبل مخرجه إلى عثمان بسنة وبعض أخرى:
-١- الأشعث بن قيس (٢): أذربيجان.
-٢- سعيد بن قيس (٣): الري.
-٣- النُّسيَر العجلي (٤): همذان. ⦗١٣٧⦘
-٤- السائب بن الأقرع: أصبهان.
-٥- مالك بن حبيب: ماه.
-٦- حكيم بن سلام الخزامي: الموصل.
-٧- جرير بن عبد اللَّه: قرقيسيا.
-٨- سلمان بن ربيعة: الباب.
-٩- عتيبة بن النهاس: حُلوان.
-١٠- القعقاع بن عمرو (٥): جعله على الحرب.
هؤلاء عشرة من الكبار أُرسلوا إلى جهات متعددة. ولو أنهم بقوا بالكوفة لكان لهم تأثير في منع ما عساه أن يحدث من الشغب والفتنة، ولكن سعيد بن العاص لم يكن يتوقع انتشار الفتنة فأرسلهم إلى هذه المراكز لأغراض حربية. وبذلك خلت الكوفة من الرؤساء.
_________
(١) الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج ٢/ص ٦٣٤ ٦٣٩.
(٢) الأشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي، أبو محمد، ولد سنة ٢٣ ق. هـ. أمير كندة في الجاهلية والإسلام، كانت إقامته في حضرموت، وفد على النبي ﷺ بعد ظهور الإسلام، في جمع من قومه، أسلم وشهد اليرموك، فأصيبت عينه، ولما ولي أبو بكر الخلافة امتنع الأشعث وبعض بطون كندة عن تأدية الزكاة، فتنحى والي حضرموت بمن بقي على الطاعة من كندة، وجاءته النجدة فحاصر حضرموت فاستسلم الأشعث وفتحت حضرموت عنوة، وأرسل الأشعث موثوقًا إلى أبي بكر المدينة ليرى فيه رأيه، فأطلقه أبو بكر وزوَّجه أخته أم فروة، فأقام في المدينة وشهد الوقائع وأبلى البلاء الحسن، ثم كان مع سعد بن أبي وقاص في حروب العراق، ولما آل الأمر إلى علي كان الأشعث معه يوم صفِّين، على راية كندة، وحضر معه وقعة النهروان، وورد المدائن، ثم عاد إلى الكوفة فتوفي فيها سنة ٤٠ هـ على أثر اتفاق الحسن ومعاوية، كان من ذوي الرأي والإقدام، موصوفًا بالهيبة، هو أول راكب في الإسلام مشت معه الرجال يحملون الأعمدة بين يديه ومن خلفه. للاستزادة راجع: ابن عساكر ج ٣/ص ٦٤، الآمدي ٤٥، تاريخ الخميس ج ٢/ص ٢٨٩، ثمار القلوب ٦٩، ذيل المذيل ٣٤، خزانة الأدب للبغدادي ج ٢/ص ٤٦٥، تاريخ بغداد ج ١/ص ١٩٦.
(٣) هو سعيد بن قيس بن زيد، من بني زيد بن مريب، من همدان، فارس من الأجواد الدهاة، من سلالة ملوك همدان، كان خاصًا بالإمام علي، قاتل معه يوم صفِّين، كان إليه أمر همدان بالعراق، وإليه ينسب السعيدين في بيت زُود باليمن. للاستزادة راجع: الإكليل ج ١٠/ص ٤٦ ٥٠.
(٤) هو النُّسَيْر بن ديسم بن ثور بن عريجة بن ملحم بن هلال بن ربيعة، العجلي، من بني عجل بن لجيم، قائد، فاتح، أدرك النبي ﷺ، شهد في عهد عمر الفتوح كلها والقادسية، وهو من تُنسب إليه قلعة النُسير قرب نهاوند، كانت من قلاع الفرس فاعتصم بها قوم منهم، أيام زحف العرب، حاصرها وفتحها فعرفت باسمه سنة ٢١ هـ، توفي سنة ٣٥ هـ. للاستزادة راجع: التاج ج ٣/ص ٥٦٤، جَمْهرة الأنساب ص ٢٩٥، الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٣/٧، ياقوت في معجم البلدان ج ٨/ص ٢٨٧ ٢٨٨، الإصابة ترجمة ٨٨١٠، الآمدي، المؤتلف والمختلف ص ٦١.
(٥) هو القعقاع بن عمرو التميمي، أحد فرسان العرب وأبطالهم في الجاهلية والإسلام، له صحبة، شهد اليرموك وفتح دمشق وأكثر وقائع أهل العراق مع الفرس، سكن الكوفة، وأدرك وقعة صفِّين مع علي بن أبي طالب، وكان يتقلَّد في أوقات الزينة سيف هرقل (ملك الروم) ويلبس درع بهرام (ملك الفرس) وهما مما أصابه من الغنائم في حروب فارس، وكان شاعرًا فحلًا، قال أبو بكر: "صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل"، توفي سنة ٥٨ هـ. للاستزادة راجع: الكامل في التاريخ حوادث سنة ١٦ هـ، الإصابة ترجمة ٧١٢٩.
1 / 135