187

تنبيه

طلب إلينا أحد الأعاظم من ذوي الحل والعقد في المسلمين أن ننشر الجملة الآتية بنصها، فها هي:

وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم . (التوبة: 3)

ملعون من يخون بلاده لمرض في قلبه، ملعون من يبيع أهل ملته بحطام يلتذ به، ملعون من يمكن الأجانب من دياره، محروم من شرف الملة الحنيفية من يعظم الصغير، ويصغر العظيم، ويمهد الطرق لخفض كلمته إعلاء كلمة الأغراب، ملعون من يختلج في صدره أن يلحق عارا بأمته ليتمم ناقصا من لذته، عجبا عجبا، لا حول ولا قوة إلا بالله، هل صحيح أن خمسة ملايين سابقة وخمسة ملايين لاحقة تمكن الأجانب من مصر، وهي مفتاح الحجاز وباب الأقطار الشامية، هيهات هيهات، أيظن مريض القلب أن يترك حتى يأتي هذا المنكر؟! أيظن أنه يعيش حتى يتمتع بما تكسب يداه؟! أيتوهم أنه يبقى حيا على وجه الأرض وفيها مسلم؟! لا أظن أن يكون له حظ من البقاء، ولو كان في أبراج من الفولاذ. ا.ه.

الفصل الخامس والثمانون

مطلوب من توفيق باشا أن يموت شهيدا!

يتوكأ الإنجليز عن توفيق باشا في حركتهم بمصر، ويتخذونه آلة لتخريب بلاده وهدم ملكه، وما يكون من شر ينسبونه إليه، وما عساه يوجد من خير يصلون نسبته بهم، ويردونه إلى أنفسهم، وفيما بين ذلك يبغضون إليه الولاية الإسلامية، ويجيبون إليه إغفال الأصول الدينية، وهو يميل معهم ويمدهم في مقاصدهم ويطوع البلاد لهم بما بقي له من السلطة الصورية، كما يتظاهر بالتدين والمحافظة على الصلوات.

فإن كان باطنه يطابق ظاهره، وكان معتقدا بدين الإسلام، فعليه أن يتنحى عن الأمر ويترك الملك لمن يستطيع إنقاذه مما هو فيه، فتبرأ ذمته من العار الذي يلحقه ويلحق بيت محمد علي من تصرفه، فإن لم يكن هذا فعليه أن يجهر بعقيدته، ويقاوم الإنجليز بما في جهده، ويموت شهيدا في سبيل دينه ووطنه، وإلا فليس يغني عنه من الله شيئا؛ أن يظهر عند أهل خاصته وحاشيته أنه ناقم على الإنجليز كاره لوجودهم في بلاد مصر ويود لو يخرجون! كما أنبأتنا به الأخبار الخصوصية من القطر المصري.

إذا تمادى توفيق باشا في سيره الملتوي فعلى المصريين أن لا يقعوا صيدا في يد الإنجليز بهذه الحبالة البالية وهذا الفخ الواهن، ولينظروا في شئونهم وما توجه عليهم فروض دينهم، وإلا فما الله بغافل عنهم.

الفصل السادس والثمانون

Shafi da ba'a sani ba