يريد أن ليس أحدا يعارضهم فهم تكون ليس بمحدث بمعارض لهم كيطير به الغراب وهو يطير من القليل وقوله الآخر:
ترك كل ملك دونها يتدبدب ......ألم تر أن الله أعطاك سورة ...
إذا ثبت هذا قلنا الوجه في نزول سورا وجوه:
الأول: إن كان سورة انطوت على أشياء تلين بعضها ببعض وأجناس متقاربة فلا تمزج سورة بسورة ومنها أن الواحد يكون طلق ونشط إلى قوته مستور أكثر من نشاطه إلى قراءته غير مستور والأمر ما جعل المغفور كتبهم مبوبة مفصلة ومنها أن لكل سورة ثوابا كألف ثواب الأخرى فيكون التالي السورة عارفا لثوابها محيطا بأجر تاليها .
إن قيل قد روى أنه لم ينزل مستورا أو أن عثمان المستور له.
قلت: هذا غير صحيح لوجوه منها : إجماع العترة المطهرة عليهم السلام.
الثاني : قوله تعالى : {فاتوا بعشر سور مثله مفتريات} وقوله سبحانه:{فأتوا بسورة من مثله} .
الثالث: أن الثواب في كل سورة يروى عن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] ولو كان مستورا من عثمان لم يعرف للسور ثواب.
الرابع: أن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] كان إذا نزلت آية قال : اجعلوها في سورة في موقع كذا من سورة كذا إلى غير ذلك من الأدلة فالأوجه لما ذكرت من ذلك .
[المسألة الخامسة ]:
في اختلافهم تواريخ المنزل والذي أحسبه أنه سبب الرواة في كل واحد فكل واحد عنده أن روايته أضبط وأوثق وأحفظ وأيضا كما يقول في اختلاف آل الرسول صلى الله عليه وآله [وسلم] وعليهم في مسائل الفروع فإن أصل اختلافهم ما ذكرناه ويجوز أن يكون اختلافهم من حيث أن يعتقد ان هذه السورة فيها الصلاة والزكاة وهما فرضن بالمدينة فتورخ بها أو يكون الخطاب بها الناس فجعلهما مكية أو بيا أيها الذين آمنوا فجعلها مدنية .
إن قيل فإذا روى عن الواحد السورة الواحدة بتاريخين.
Shafi 47