وقيل: إن المتلاعنين يتلاعنان فترتفع اللعنة في السماء، ثم نتحدر فلا تجد صاحبها الذي قيلت له أهلا لذلك، فترجع إلى الذي تكلم بها، فلا تجده لها أهلا، فتنطلق فتقع على اللاعنين.
وقيل: البهائم تلعن عماة بني آدم إذا اشتدت السنة [42] وأمسك القطر قالت: هذا شؤم بني آدم.
وقيل: أن دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون: منعنا القطر بذنوب بني آدم.
ويرد على هذا إشكالان:
الأول: كيف يصح اللعن من من ليس بناطق.
والثاني: كيف يصح جمعهم جمعا ...وليس بهم.
قلت: إن من الحق ما ينبغي أن لا نستحي منه.
فأقول: أنه يصح من الحيوان وغير الحيوان أن ينطق، بل نقول: أنه قد وقع والوقوع فرع على الصحة، وإن كان الحيوان غير ملك ولا إنسان ولا جان.
بيان ذلك من الكتاب آي كريمة من ذلك قوله تعالى: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير} وقال سبحانه: {يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم} وقال تعالى: {يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم} وقال جل وعلا: {سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}.
ووجه الاستدلال: أن الله تعالى أخبر بما كان منهم، وبما يكون منهم فتارة بالماضي وأخرى بالمستقبل، وهو تعالى الصادق في خبره.
إن قيل: أنه تعالى يريد الملائكة والإنس والجن عليهم السلام.
Shafi 90