Cunwan Tawfiq
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
Nau'ikan
قال ممثل يوسف عليه السلام يخاطب فرعون مصر: يا حضرة الملك، هذا أبي يشيد بيت مديحك تشييدا، ويبتهل إليه تعالى بأن يؤيدك بتوفيقه تأييدا، قادما يزجي لمصر ركائب الأشواق، طامعا في ما تحليت به من مكارم الأخلاق، فلا تصده عن تفيؤ عوارفك الوارفة الظلال، والسقيا من مورد كرمك الأعذب من الماء الزلال، لا زالت حياض آلائك مورودة، ورياض حماك لكل آمل مقصودة.
قال فرعون مصر: كرم الله وجهك أيها الشيخ الذي قصد حمانا، وقلدنا من قلائد المنة درا وجمانا، كيف لا نسر بقدومك وأنت معدن الحكمة والبركة، ومهبط أسرار هي بينه وبين يوسف مشتركة، فدونك بلدة طيبة تعيش فيها حيث شئت رغدا، وبشراك وأهلك فقد يسر الله لكم من أمركم رشدا، ولكم سعى نجلك في نفع هذه الديار، فكللت بإكليل النجاح مساعيه، وكفاها مؤنة الافتقار وإنسان عين العناية يرعاه ويراعيه، فلهج بشكره أهلها، وصار في قبضة أسره كثرها وقلها، فهكذا تكون ثمرة تربية الآباء، بل هكذا يكون مظهر نجابة الأبناء، إذ لولا تعلقه بأهدابك واقتداؤه بآدابك، لما شب مترشحا لمباشرة الأحكام، متوشحا بوشاح الكياسة المعقود بنطاق الأحكام، ولا مرية في أن الولد سر أبيه، أشبه شيء به جل من لا له شبيه.
قال ممثل يعقوب عليه السلام: لا زالت روضة مآثرك الغراء دانية القطاف، وعروس الأدب بإنشاء محامدك وإنشادها مترنحة الأعطاف، هذا فؤادي يقتبس دراري الأمل من سماء آلائك، ويلتقط درر الثناء الجميل من بحار ولائك، فهبني استنزلت لشكرك الدراري في أفلاكها، أو أتحفتك بالدرر منضدة في أسلاكها، لما حسبت إلا محدثا عن روايتك، آخذا في المديح برأيك ورايتك، ولئن استرضاك ولدي بالإقبال على خدمة هذا الوطن، وسار في أهله سيرة النبلاء أولي الفطن، فقد اقتدى بحضرة الملك قدوة الفرع بأصله، وعمل على شاكلته في حكمه وفصله، كيف لا وقد توسمت فيه الخير فاصطنعته لنفسك، وسقيته خمرة السياسة الملكية من سقايتك وكأسك، فهو غرس نعمتك ونبات راحك وراحتك، وقد بلغت من العمر مائة وثلاثين سنة إلى الآن، جلها بل كلها أكدار وأحزان، تنحرف في خلالها الأيام عني انحرافا، وتريني الأحداث والكوارث ألوانا وأصنافا، بيد أن فضلك الجم أنساني ما سلف، وجعل لي - ولله الحمد - مندوحة عن الأسى والأسف.
غير مأسوف على زمن
ينقضي بالهم والحزن
وستراني بأرض رعمسيس راعيا عهدك وذمامك، راجيا منه تعالى أن يجعل عاقبة الخير ختامك.
ثم أنشأ يعقوب يقول ما معناه:
راق الزمان فطف بكأس القرقف
وأعد حديث تشوقي وتشوفي
وانس الفراق كما نسيت وإن تشأ
Shafi da ba'a sani ba