بخط الورق والدفاتر، فأما غيرهما فلا يحتمل ذلك.
والجيد من الأنابيب ما كان معتدلًا في طوله وجسمه وصلابته. والمختار منها ما احمرَّ جوفه وكثر شحمه. وحق هذا القلم إذا كان على هذه الصفة أن يبرى من رأسه وهو الموضع الغليظ من الأنبوب. وإذا كان ضدّ ذلك فهو ضعيف. فيجب أن يبرى من أسفله لأنه أقوى من رأسه وهو الموضع الدقيق من الأنبوب.
واعلم أنه لا يتهيأ لصاحب المحرف إدارة يده كإدارة صاحب المستوى فيجب أن تكون القطة مستوية، لها قربة من الشق الأيمن تخالها محرفة. ويجب أن يكون شق القلم في وسط سنه، ويكون إلى مقدار عقدة الخنصر في رأسه.
والقلم الذي يكتب به الرياسي - خاصة وهو أغلظ الأقلام - يكون بريه بتقليل الشحم في رأسه، لأنه إذا كان الشحم من أوله إلى آخره على استواء لم يجر القلم ولم يكن لخطه حُسن وفسد، وإذا كان رأسه أكثر شحمًا لم يكتب. فينبغي أن يعمل بحسب ذلك إن شاء الله تعالى.
وخط المستوى من الأقلام أقوى وأصغر وأبقى، وهو بمذهب الكُتّاب أشكل وأحسن، وخط المحرف من الأقلام أضعف من غيره وأحلى، وهو بخط الورق أشبه. والمتوسط بينهما يجمع ما فيهما.
وما في رأسه طول من الأقلام فهو يعين اليد الخفيفة على سرعة الكتابة، وما قصر منها كان على ضد ذلك. وإذا طال سنّ القلم كان خطه أخف وأضعف، وإذا قصر كان خطه
أقوى وأصقل.
فأما الذي يُختار ويُقدَّم فالمتوسط في الأمور الحالات الثلاث: المعتدل بين الطول والقصر، والنحافة والغلظ والتحريف والاستواء. وأحمد الأقلام بعد هذا كله ما أرهف من جانبي وسطه حتى تكون
1 / 28