30
فصل في المجاورة بالمدينة المشرفة
قال صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني شفيع لمن يموت بها)) رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما على الأرض بقعة أحب إلى من أن يكون قبري بها)) قاله ثلاث مرات رواه مالك وعن البخاري ومسلم ومالك والترمذي والنسائي قوله صلى الله عيله وسلم: ((والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)) الحديث.
وروينا بسند صحيح أن الرشيد لما حج سأل مالكا فقال: هل لك دار فقال: لا فأعطاه ثلاثة آلاف دينار وقال: اشتر بها دارا فأخذها ولم ينفقها فلما أراد الرشيد الشخوص قال لمالك: ينبغي أن تخرج معي فإني عزمت أن أحمل الناس على الموطأ كما حمل عثمان الناس على القرآن. فقال: أما حمل الناس على الموطأ فليس إلى ذلك سبيل لان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم افترقوا بعده في الامصار فحدثوا فعند أهل كل مصر علم وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((اختلاف العلماء رحمة)) وأما الخروج معك فلا سبيل اليه. وقال صلى الله عليه وسلم: ((المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((المدينة تنفي خبثها)) وهذه دنانيركم كما هي إن شئتم فخذوها وإن شئتم فدعوها. يعني أنك تكلفني مفارقة المدينة لما اصطنعته إلي فلا أوثر على المدينة.
Shafi 30