فإن شئتما ألقحتما ونتجتما ... وإن شئتما عينًا بعين كما هما
وإن كان عقلًا فاعقلا لأخيكما ... بنات المخاض والفصال المقاحما
ومن المؤسس والمردف ما يلتبس على المبتدئ فلا يميزه إلا عن كلفة وبعد فترة، فأوردت منه ما يكون له مثالًا يستدل به ويعمل عليه إن شاء الله تعالى.
فمن ذلك تغيير ما قبل الكاف في القافية المؤسسة لأنه دخيل، والكاف روي، والتزامه يعد اتساعًا، فإذا كان موضع الكاف هاء صار الشعر مردفًا موصولًا ولم يجز تغيير ما قبل الهاء، لأنك لو غيرته لكنت قد غيرت حرف الروي، مثال ذلك قول كثير أو غيره:
تراغت لو شك البين بزل جمالك ... ولو شئت ما فجعتني بارتحالك
فالتزم اللام في القصيدة كلها أو في أكثرها؛ اتساعًا، ولو غير كما فعل ذو الرمة في قوله:
أما استحلبت عينيك إلا محلة ... بجمهور حزوي أو بجرعاء مالك
أناخت روايا كل دلو به بها ... وكل سماكي أجش المبارك
لم يكن عيبًا؛ لأن الكاف روي وصلتها الياء التي بعدها في اللفظ، والدخيل راء المبارك ولام مالك وقد التزمه كثير كأن القافية عنده لاميه مردفة، فالكاف مقام الهاء صلة على المجاز لا على الحقيقة، وقال كثير في المردف:
على ابن أبي العاص دلاص حصينة ... أجاد المسدي سردها وأذالها
فاللام روي، والألف التي قبلها ردف، والهاء صلة، والألف التي بعدها خروج، ولا يجوز أن يقال لهذه القافية مؤسسة؛ لأن الهاء إذا تحرك ما قبلها وليست من نفس الكلمة لم تكن إلا صلة، وإذا كانت الهاء صلة لم تكن اللام إلا رويًا، ولا يجوز تغييرها.