============================================================
من ذهب اي: حالة كونها على صفة الذهبية دون الحجرية، وسمي الذهب ذهبا لذهابه، كما سميت الفضة فضة لانفضاضها، والمال مالا لميلانه من جهة إلى أخرى، والدنيا دنيا لدناءتها وخستها، أو لدنوها وانحطاط قدرها، أو لدنوها وقربها من الدار الآخرة بسرعة زوالها، ولكل مسمى نصيب.
وخص الذهب من بين سائر الجواهر لأنه للمعاملات المنتفع بها، وأغلاها. وإنما اختص التعامل في الدنيا بالذهب والفضة، لما روي أنه لما أهبط آدم من الجنة إلى الأرض حزن عليه كل شيء جاوره في الجنة إلا الذهب والفضة، فأوحى الله تعالى اليهما: جاورتكما بعبد من عبيدي، ثم أهبطته من جوار كما فحزن عليه كل شيء إلا أنتما، فقالا: إلهنا وسيدنا إنك تعلم أنك جاورتنا به وهو مطيع، فلما عصاك لم حب أن نحزن عليه، فأوحى الله إليهما كذا كان بدو شأنكما، فوعزتي وجلالي لأعزنكما حتى لا ينال كل شيء إلا بكما(1) .
(1) روى الديلمي وابن النجار بسندهما عن سيدنا أنس رضي الله تعالى عنه قال: لما أهبط الله آدم من الجنة إلى الأرض حزن عليه كل شيء جاوره إلا الذهب والفضة، فأوحى الله تعالى إليهما جاورتكما بعبد من عبيدي ثم أهبطته من جواركما، فحزن عليه كل شيء جاوره إلا أنتما، فقالا: إلهنا وسيدنا أنت أعلم إنك جاورتنا به وهو لك مطيع فلما عصاك لم نحب أن نحزن عليه، فأوحى الله تعالى إليهما: وعزتي وجلالي لاعزنكما حتى لا ينال كل شيء إلا بكما. الديلمي وابن النجار عن أنس.
انظر: كنز العمال للمتقي الهندي - المجلد الثالث. الاكمال من تتمة في فوائد المال والدنيا المحمودة. الحديث رقم: 1344.
209
Shafi 96