============================================================
له وما واجبها؟ قال أن تمشي على قدم سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه. وكذلك القول في لباس كل زي من لباس الصالحين، إن لم يمش الإنسان على قدم أصحابه وإلا فليتركه، وأين قدم سيدي الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وسيدي أحمد الرفاعي، وسيدي إبراهيم الدسوقي مثلا من أقدام من يتشبه بهم؟؟.
ال وقد رأى سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه يوما مريدا لبس جبة بيضاء، فقال يا ولدي لقد لبست لبسة الأنبياء وتحليت بحلية الأصفياء، فإن لم تسلك طريقهم وإلا فانزع لبستهم، فاعلم ذلك.
يقول بعض العارفين: الظهور يقطع الظهور، وربما استوفى من أظهر صلاحه في هذه الدار جزاء أعماله كلها من كثرة الاعتقاد فيه، وقضاء حوائجه وإرسال الهدايا له، ونحو ذلك فيذهب إلى الآخرة صفر اليدين من الأعمال الصالحة.
فاعلم يا أخي الحبيب أنر الله تعالى ما طلب منا إلا أن نعبده خالصا لوجهه لا نشرك بعبادته أحدا من خلقه حتى أنفسنا إلا بقدر نسبة العمل إلينا لأجل التكليف، فيا خسارة من يراتي بعمله من هذه الدار، وياندامته يوم القيامة فإنه ليس مع الخلق الذين راءاهم شيء يعطونه له يوم القيامة في نظير مراءاتهم، ولا هو عبد الله تعالى حتى يثيبه على عبادته. قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا. يقول سيدي علي الخواص رحمه الله: من شرط العمل الصالح أن لا يرى به نفسه على أحد من خلق الله تعالى، فمتى رأى له به فضل على أحد خرج عن كونه صالحا إلا إن قصد بذلك الشكر، انتهى. ولا يخفى على كل عاقل أن العبد لا يستحق قط على خدمة سيده شيئا لأن خدمة السيد واجبة على عبده شرعا لكونها وظيفة الرق، وكل عبد لا يرى المنة لسيده عليه في إذن له في الوقوف بين يديه فضلا عن إعطاته الثواب الجزيل فهو أعمى القلب في العبيد، فإنه لو طرده مثل غيره، ومنعه الوقوف بين يديه لهلك مع الهالكين.
193
Shafi 82