============================================================
وقدوردت أخبار بطول الحوض وتحديده: ففي رواية: أن الحوض مسيرة شهر، وزواياه سواء(1).
لأن ظاهر حال من لا يظمأ أن لا يعذب بالنار، ولكن يحتمل أن من قدر عليه التعذيب منهم أن لا يعذب فيها بالظمأ بل بغيره . ويدفع هذا الاحتمال أنه وقع في حديث أبي بن كعب عند ابن أبي عاصم في ذكر الحوض ومن لم يشرب منه لم يرو أبدا وعند عبد الله بن أحمد في زيادات المسند في الحديث الطويل عن لقيط ابن عامر أنه: " وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ونهيك بن عاصم، قال: فقدمنا المدينة عند انسلاخ رجب فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من صلاة الغداة* الحديث بطوله في صفة الجنة والبعث وفيه : تعرضون عليه بادية له صفا حكم لا تخفى عليه منكم خافية فيأخذ غرفة من ماء فينضح بها قبلكم فلعمر إلهك ما يخطى وجه أحدكم قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه مثل الخطام الأسود، ثم ينصرف نبيكم وينصرف على أثره الصالحون فيسلكون جسرا من النار، يطأ أحدكم الجمرة فيقول: حس، فيقول ربك أوانه إلا، فيطلعون على حوض الرسول على أظماء والله ناهلة رأيتها أبدا ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع على قدح الحديث. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة والطيراني والحاكم، وهو صريح في أن الحوض قبل الصراط .
انظر: فتح الباري، شرح صحيح البخاري، للإمام ابن حجر العسقلاني - المجلد الحادي عشر. كتاب الرقاق. باب في الخوض.
(1) روى البخاري ومسلم - واللفظ لمسلم - بسندهما عن ابن أبي مليكة قال : قال عبد الله بن عمرو بن العاص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوضى بمسيرة شهر. وزواياه سواء. وماؤه أبيض من الورق. وريحه اطيب من المسك. وكيزانه كنجوم السماء . فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبداء .
انظر: صحيح مسلم. الجزء الرابع. 43- كتاب الفضائل. (9) باب إثبات حوض 443
Shafi 364