عن غيلان بن جرير قال: سمعت أنس بن مالك وذكره. وجاء في الحديث عن النبي ﷺ: الأَزْدُ جُرْثُومةُ العرب وقد جاء ذكرهم في غير حديث والثناء عليهم، أخبرنا محمد بن إبراهيم أبو بكر الخطيب أنا الحسنُ بن أحمد القارئ أنا أَبُو نُعيم الحافظ نا أبو القاسم اللَّخمي نا محمد بن صالح بن الوليد نا عبد القُدُّوس بن محمد الحبحابي نا عمِّي صالح بن عبد الكبير نا عمِّي عبد السلام بن شعيب بن الحبحاب عن أبيه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: الأَزْدُ أُسْدُ الله في الأرض، يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلاَّ أن يرفعهم، وليأتينَّ على الناس زمان يقول الرجل يا ليتني كان أبي أزديّا، يا ليتني
كانت أُمِّي أزدية. هذا حديث غريب لا يُعْرف إلاَّ من هذا الوجه. ويقال فيه الأسد بالسِّين بدل الزَّاي.
وقد يَجِيءُ في بعض الأنساب: فلانٌ الأزديّ من أزْدِ شَنُوءَة وفلان الأزْدي من أزْدِ الحجر، فيظُنُّ من لم يتبحَّر في علم النسب أنَّ الثاني والثالث غيرُ الأول، لاختلاف المعرَّف به في كل اسم من هذه الأسماء الثلاثة، وليس كذلك، وقد وَهِمَ غير واحد من أئمة الحديث في ذلك؛ والصواب أن الثاني والثالث مُندرجٌ في الأول وهما من ولده. والمنسوب إليه إنما هو الأبُ الأول، كما أنه يقال فلان العَلَوي والمنسوب إليه هو عليّ بن أبي طالب ﵁ وإن كان في آبائه من يسمَّى عليّا هذا ظاهر لا خفاء به، وقد بيَّنا أوهامهم في كتاب الفيصل.
1 / 11