247

Ajabi Wajen Bayani Dalilai

العجاب في بيان الأسباب

Bincike

عبد الحكيم محمد الأنيس

Mai Buga Littafi

دار ابن الجوزي

الحكيم الترمذي١ أن يكون أحد من بني إسرائيل سمع كلام الله غير موسى لأن ذلك من خصائص موسى. قال ابن الجوزي: وهذا هو المعتمد والآثار الواردة في ذلك واهية لأنها من رواية ابن إسحاق عن بعض أهل العلم ومن تفسير مقاتل والكلبي وليس واحد من هذا بحجة٢ انتهى. ورجح الطبري أنهم كانوا يسمعون قال٣: وذلك أن الله أخبر أن التحريف كان من فريق منهم كانوا يسمعون كلام الله، استعظاما من الله ﷿ لما كانوا يأتون من البهتان، بعد توكيد الحجة عليهم إيذانا عباده المؤمنين بقطع أطماعهم من إيمان بقايا نسلهم بما جاءهم به محمد فقال: كيف تطمعون في تصديق هؤلاء إياكم، وإنما تخبروهم عن غيب لم يشاهدوه وقد كان بعض سلفهم يسمع من الله كلامه بأمره ونهيه، ثم يبدله ويجحده فهؤلاء الذين بين أظهركم أحرى أن يجحدوا ما آتيتموهم به انتهى. وعلى هذا فالذي اختص به موسى هو كلام الله ﷾ على قصد مخاطبته إياه لا مطلق سماع الكلام ويحتمل أن يكون أولئك إنما كانوا يسمعون كلام

١ هو محمد بن علي بن الحسن، أبو عبد الله قال ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد": كان إمامًا من أئمة المسلمين له المصنفات الكبار في أصول الدين ومعاني الحديث، وقد لقي الأئمة الكبار وأخذ عنهم وفي شيوخه كثرة، وله كتاب "نوادر الأصول" مشهور ... وقد تكلم فيه ابن العديم صاحب "تاريخ حلب" ورد عليه ابن حجر ثم قال: ولم أقف لهذا الرجل -مع جلالته- على ترجمة شافية. عاش إلى حدود ٣٢٠". انظر "لسان الميزان" "٥/ ٣٠٨-٣١٠". ٢ النص في "زاد المسير" هكذا: "وقد أنكر بعض أهل العلم، منهم الترمذي صاحب "النوادر" هذا القول إنكارًا شديدًا، وقال: إنما خص بالكلام موسى وحده، وإلا فأي ميزة؟! وجعل هذا من الأحاديث التي رواها الكلبي وكان كذابًا". ٣ "٢/ ٢٤٧-٢٤٨" وقد تصرف -على عادته.

1 / 265