والعاملُ فيه "قَدِم"، وإن كان لا يتعدّى بنفسه، واللازم من الأفعال يتعدّى إلى الظروف والمجرورات، ويحتمل أن يُضمّن معنى "ذَهب"؛ فيتعدّى إلى "الشام".
قال ابن عصفور: "ذهب" لازم، وعَدَّته العربُ إلى "الشام"؛ لأن معناها: ["في الشام"] (١)، وهو "شأمة"، فقال: "ذهبت يمنة وشأمة"؛ أي: "يمنة ويسرة"، فصار كقولك: "ذهبتُ اليسار" و"اليسرة"، وذلك جائز، وكذلك: "ذهبتُ اليمن" لأنه من "اليمين"؛ كما تقول: "ذهبت يمنة"، ولذلك لو قلت: "ذهبت عمان" أو "خراسان" لم يجز؛ لبعدهما عن لفظ الجهات (٢).
قوله: "فوجَدنا مراحيض قد بُنيت": "وَجَد" هنا يتعَدّى إلى واحد؛ لأنه بمعنى "أصاب"، وإنما يتعدّى إذا أفاد في الخبر يقينًا (٣).
ويلحق بـ "وَجَد": -
"ألفى"، قال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ﴾ [الصافات: ٦٩].
و"درى"، والأكثر فيه أن يتعدّى بـ "الباء"، نحو: "دريت بالحديث".
و"جَعَل"، نحو قوله: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا﴾ [الزخرف: ١٩].
و"حَجَى"، نحو قوله:
(١) بالنسخ: "ايشام". والمثبت من شرح الجمل.
(٢) انظر: رياض الأفهام (١/ ١٨٣)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ٢٣٣، ٢٥٤، ٢٥٥)، وشرح التسهيل (٢/ ٢٢٨)، والهمع (٢/ ١٥٢)، ولسان العرب (١٢/ ٣١٦).
(٣) انظر: شرح التصريح (١/ ٣٦٥)، شرح التسهيل (٢/ ٧٩)، ضياء السالك (١/ ٣٦٠)، جامع الدروس العربية (١/ ٤٠).