Criticism of Companions and Followers in Tafsir

عبد السلام بن صالح الجار الله d. Unknown
57

Criticism of Companions and Followers in Tafsir

نقد الصحابة والتابعين للتفسير

Nau'ikan

قال ابن القيم: «أنكر على من فهم من قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ أنه ظلم النفس بالمعاصي، وبين أنه الشرك، وذكر قول لقمان لابنه: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ مع أن سياق اللفظ عند إعطائه حقه من التأمل يبين ذلك، فإن الله سبحانه لم يقل: ولم يظلموا أنفسهم، بل قال: ﴿آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾، ولبس الشيء بالشيء تغطيته به وإحاطته به من جميع جهاته، ولا يغطي الإيمان ويحيط به ويلبسه إلا الكفر» (١). ٢ - وعن أبي هريرة ﵁ قال: «لما نزلت: ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ (٢) بلغت من المسلمين مبلغًا شديدًا، فقال رسول الله ﷺ: «قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها» (٣). وفي بعض الأحاديث أن أبا بكر قال للنبي ﷺ: «يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية، فكل سوء عملناه جزينا به؟ !، فقال النبي ﷺ: «غفر الله لك يا أبا بكر! ألست تمرض؟، ألست تنصب، ألست تحزن؟، ألست تصيبك اللأواء (٤)؟»، قال: بلى، قال: «فهو ما تجزون به» (٥).

(١) إعلام الموقعين (١٣٥١ - ٣٥٢)، وانظر الصواعق المرسلة (٣/ ١٠٥٧). (٢) سورة النساء من الآية (١٢٣). (٣) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب (٤/ ١٩٩٣) برقم (٢٥٧٤). (٤) اللأواء: الشدة وضيق المعيشة، النهاية في غريب الحديث (٤/ ٢٢١) مادة "لأواء". (٥) أخرجه الثوري في تفسيره (ص ٩٧)، وأحمد في المسند (١/ ١١)، وابن جرير في جامع البيان (٧/ ٥٢١)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١٠٧١)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (٤/ ٢٤٩)، والحاكم في المستدرك (٣/ ٧٤ - ٧٥)، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٣/ ٣٣٩).

1 / 57