Criticism of Companions and Followers in Tafsir

عبد السلام بن صالح الجار الله d. Unknown
52

Criticism of Companions and Followers in Tafsir

نقد الصحابة والتابعين للتفسير

Nau'ikan

وفي رواية أن حفصة قالت: «أليس قد قال الله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾؟» (١). قال ابن القيم: «أشكل عليها الجمع بين النصين، وظنت الورود دخولها، كما يقال: ورد المدينة إذا دخلها، فأجاب النبي ﷺ بأن ورود المتقين غير ورود الظالمين، فإن المتقين يردونها ورودًا ينجون به من عذابها، والظالمين يردونها ورودًا يصيرون جثيًا فيها به، فليس الورود كالورود» (٢). ٣ - وفهم عديّ بن حاتم ﵁ (٣) من قوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ (٤) أن المراد خيطان حقيقيان، فعمد إلى عقالين: أبيض وأسود، ووضعهما عند رأسه، وأخذ ينظر إليهما، فلم يتبينا له، فأخبر النبي ﷺ، فقال له: «إن وسادك إذًا لعريض إن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك»، وفي رواية: «إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين»، ثم قال:

(١) أخرجه ابن ماجه في كتاب الزهد، باب ذكر البعث (٢/ ١٤٣١)، والإمام أحمد في المسند (٦/ ٢٨٥، ٣٦٢) عن أم مبشر عن حفصة ﵄، وصححه البغوي في شرح السنة (١٤/ ١٩٤)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (٥/ ١٩١): «إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الصحيح». (٢) الصواعق المرسلة (٣/ ١٠٥٤). (٣) هو أبو طريف عدي بن حاتم الطائي، وفد على النبي ﷺ سنة تسع، فأسلم وكان نصرانيًا، وشهد فتوح العراق، وسكن الكوفة، وبها توفي عام (٦٧)، وقيل غير ذلك. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٦/ ١٣)، والتاريخ الكبير (٤/ ١/٤٣)، والإصابة (٦٧/ ٤٠١). (٤) سورة البقرة من الآية (١٨٧).

1 / 52