207

Criticism of Companions and Followers in Tafsir

نقد الصحابة والتابعين للتفسير

Nau'ikan

٢ - موقف عمر بن عبد العزيز ﵀ الشديد من غيلان القدري (١)، فقد سأله عمر عن القدر، فتلا غيلان قوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (١) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (٢) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ (٢)، فقال عمر: «أتم السورة ويحك! أما تسمع الله يقول: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ (٣)؟، ويحك يا غيلان!، أما تعلم أن الله قال: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾ إلى قوله: ﴿الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾؟» (٤).
وفي رواية أن غيلان لما أظهر التوبة قال عمر: «اللهم إن كان عبدك غيلان صادقًا وإلا فاصلبه».
وفي بعضها: «اللهم إن كان صادقًا فثبته، وإن كان كاذبًا فاجعله آية

(١) هو غيلان بن أبي غيلان أبو مروان المقتول في القدر، ضال مسكين، صحب الحارث الكذاب المتنبي، وكان قدريًا داعية، أفتى الأوزاعي بقتله بعد مناظرته، فقتله هشام بن عبد الملك وصلبه بدمشق.
انظر: المعارف (ص ٤٨٤)، وتاريخ الإسلام حوادث سنة (١٠١ - ١٢٠ ص ٤٤١)، ولسان الميزان (٤/ ٤٩٢).
(٢) سورة الإنسان الآيات (١ - ٣).
(٣) سورة الإنسان من الآية (٣٠).
(٤) سورة البقرة الآيات (٣٠ - ٣٢)، وهذه الرواية أخرجها الفريابي في كتاب القدر (ص ١٩٨٨).

1 / 207