Correct Statement on the Issue of Traveling
صحيح المقال في مسألة شد الرحال
Mai Buga Littafi
الجامعة الإسلامية
Lambar Fassara
السنة الحادية عشرة-العدد الثالث
Shekarar Bugawa
ربيع الأول ١٣٩٩هـ/ ١٩٧٨م
Inda aka buga
المدينة المنورة
Nau'ikan
٣- مَا الَّذِي اشْتَمَلت عَلَيْهِ الرسائل الَّتِي ألفت من الطَّرفَيْنِ، كَمَا يَقُول الْكرْمَانِي، وينقل عَنهُ ابْن حجر، وفضيلتكم عَن بني حجر؟.. هَل هُوَ هذيان فارغ وسفسطة لَيْسَ لما معَان؟..
إِن كَانَ كَذَلِك فَهَل هَذَا ناتج عَن سوء فهمهم أم عَن سوء مقاصدهم؟..
٤- ألستم بنفسكم - يَا فَضِيلَة الشَّيْخ - تَقولُونَ: وَلَعَلَّ مَذْهَب البُخَارِيّ حسب صَنِيعه هُوَ مَذْهَب الْجُمْهُور فِي هَذِه الْمَسْأَلَة؟.. أَلَيْسَ معنى هَذَا أَنكُمْ قد فهمتم أَن فِي الْمَسْأَلَة مذهبين، أَحدهمَا لِلْجُمْهُورِ وَالثَّانِي لغير الْجُمْهُور، وَالْأول تبناه السُّبْكِيّ وَالثَّانِي تبناه ابْن تَيْمِية- حسب تقريركم؟ أَلَيْسَ ابْن حجر يَقُول - حسب نقلكم -:" أجمع الْجُمْهُور كَانَ جَوَاز شدّ الرّحال..؟ "، أَلَيْسَ إِذا قيل: مَذْهَب الْجُمْهُور كَذَا؛ فَمَعْنَاه أَن فِي الْمَسْأَلَة مذهبين؟
فَكيف بعد ذَلِك ظهر لفضيلتكم أَن لَا شَيْء من هَذَا، وَإِنَّمَا هُوَ فِي الْحَقِيقَة مَذْهَب وَاحِد؟.. وَأي المذهبين يَا فَضِيلَة الشَّيْخ بدا لكم أَنه لَا وجود لَهُ؟.. هَل هُوَ مَذْهَب ابْن تَيْمِية وَمن وَافقه الَّذِي فِي سَابق تقريركم ومناقشتكم أَنه مَذْهَب شَاذ حَادث بعد مُضِيّ سَبْعَة قُرُون من تَارِيخ الْإِسْلَام؟.. أم مَذْهَب السُّبْكِيّ وَمن وَافقه الَّذِي قررتم فِيمَا تقدم من بحثكم أَنه مَذْهَب الْجُمْهُور.؟.
ثمَّ أَخذ فضيلته يشْرَح وجهة نظره تِلْكَ فَقَالَ:
وَتَحْقِيق ذَلِك كالآتي وَهُوَ: ماداموا متفقين على شدّ الرّحال لِلْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ للسلام على رَسُول الله ﷺ، ومتفقون على السَّلَام على رَسُول الله بِدُونِ شدّ الرّحال، فَلَنْ يَتَأَتَّى لإِنْسَان أَن يشد الرّحال للسلام دون الْمَسْجِد، وَلَا يخْطر ذَلِك على بَال إِنْسَان، وَكَذَلِكَ شدّ الرحل للصَّلَاة فِي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ دون أَن يسلم على رَسُول الله ﷺ لن يخْطر على بَال إِنْسَان، وَعَلِيهِ فَلَا انكفاك لأَحَدهمَا عَن الآخر؛ لِأَن الْمَسْجِد النَّبَوِيّ مَا هُوَ إِلَّا بَيت، وَهل بَيته ﷺ إِلَّا جُزْء من الْمَسْجِد، كَمَا فِي حَدِيث الرَّوْضَة.
ومناقشتنا لفضيلة الشَّيْخ هُنَا فِي نقاط، علما بأنني وَالله لَا أرى هَذَا الْكَلَام يسْتَحق المناقشة:
١- لماذا (متفقين.. متفقون)، أليست الثَّانِيَة معطوفة على الأولى بِالْوَاو؟.. أَلَيْسَ التعاطف يَقْتَضِي الِاشْتِرَاك فِي الْإِعْرَاب؟..
٢- تَقولُونَ يَا صَاحب الْفَضِيلَة: إِنَّهُم متفقون على شدّ الرّحال لِلْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ للسلام على رَسُول الله.. أرجوكم إِعَادَة النّظر من الْآن فِي هَذَا الْكَلَام للطبعة القادمة إِن شَاءَ الله؛ لِأَن الْوَاقِع الَّذِي هُوَ مَوْضُوع الْبَحْث من أَوله إِلَى آخِره هِيَ هَذِه النقطة، فَلَو كَانُوا متفقين عَلَيْهَا لم يجر شَيْء من هَذَا الْخلاف أبدا، وَلَا ألّفت مؤلفات من الْجَانِبَيْنِ، وَلَا صَار هُنَاكَ مَذْهَب لِلْجُمْهُورِ وَمذهب لغير الْجُمْهُور كَمَا قررتم، وَلَا سجن شيخ الْإِسْلَام ابْن تَيْمِية، وَلَا قَامَ الْعلمَاء فِي بَغْدَاد وَغَيره للانتصار لَهُ وَالشَّهَادَة بِأَنَّهُ على الْحق، كَمَا قدمنَا نقل ذَلِك من مصادره.
1 / 212