Copernicus Darwin Freud
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
Nau'ikan
من المغري صياغة عبارات من خلال صيغ الإمكان والضرورة: (1أ) «لا بد أن تحترق جميع أملاح الصوديوم بلهب أصفر.» (2ب) ««ليس من الممكن» لشيء أن يتحرك بسرعة أعلى من سرعة الضوء.»
ينبع هذا الإغراء من الشعور الحدسي بأن قوانين الطبيعة تتألف من أكثر من مجرد عمليات متسقة مشروطة؛ فالحدس لا يخبرنا أن «أ» و«ب» و«ج» تمتلك السمة «ص» فحسب، ولكن يخبرنا أيضا أنه إذا كانت بعض الأشياء تمتلك السمات «أ» و«ب» و«ج»، فلا بد أنها أيضا تمتلك السمة «ص»؛ فنحن نشعر أن القوانين الطبيعية يجب ألا تعطينا تعميمات عرضية، ولكن تعطينا أوجه انتظام كونية غير مشروطة. يجب ألا يقتصر الأمر على أن عددا معينا من الأشياء الخاضعة للدراسة (الكواكب، أملاح الصوديوم) يتشارك في سمات خاصة معينة (مدارات إهليجية، لهب أصفر)، بل يجب أن يمتلك هذه السمات على نحو أساسي. هل يمكن لنظرية الانتظام أن تعبر عن هذا الحدس؟ لكي تظل نظرية الانتظام قابلة للتطبيق، يجب أن تدعم تمييزا حاسما بين الاتساق «العرضي» و«الكوني». لاحظ الفرق بين عبارة: (3) «جميع كتل الذهب لها نصف قطر أصغر من ميل واحد.»
وعبارة: (4) «كل الذرات لها نصف قطر أصغر من ميل واحد.»
تبدو العبارة الأولى كأنها حادث طبيعي. لا يبدو أنه يوجد شيء في الطبيعة يمنع تشكيل كتل من الذهب لها نصف قطر أكبر من متر واحد. وتبدو العبارة الثانية كقاعدة كونية من الطبيعة؛ فالأمر ببساطة ليس مجرد حالة أنه لا يوجد عالم لم يلحظ أبدا ذرة ذات حجم أكبر ؛ فالعلم يخبرنا بأنه لا «يمكن» أن توجد ذرة إذا تجاوزت حجما معينا. العمليات المتسقة الكونية هي فقط ما يجب اعتباره قوانين للطبيعة. يتمثل التحدي في صياغة مجموعة من المعايير تحدث هذا التمييز. ويقضي أتباع نظرية الانتظام بأن العبارة «ص» تعد قانونا من قوانين الطبيعة لو تحقق عدد من الشروط: (أ)
إما أن تكون «ص» فرضية كونية أو إحصائية. (ب)
تكون «ص» صحيحة في جميع الأوقات وجميع الأماكن. (ج)
تكون «ص» مشروطة. (د)
تحتوي «ص» فقط على محمولات تجريبية غير محلية، بعيدا عن الوصلات المنطقية ومحددات الكمية؛ أي تكون «ص» وصفية بحتة. (ه)
تتخذ «ص» صورة مشروطة ( ⊃ ). (انظر شوارتز 1985، 28-29، مولر، مقتبسة في أرمسترونج 1983، 12) وتعد القوانين الفيزيائية، وفقا لنظرية الانتظام، وصفا لروابط تجريبية متحققة مشروطة بين الحالات والأحداث في العالم المادي (شوارتز 1985، الفصلين الثاني والثالث).
ووفقا لهذه الصياغة، تعاني نظرية الانتظام من عدد من نقاط الضعف، وقد أدى تناول نقاط الضعف هذه إلى نظرية أقوى بكثير، نظرية مذهب الضرورة للقوانين. ما نقاط الضعف تلك؟
Shafi da ba'a sani ba