Copernicus Darwin Freud
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
Nau'ikan
الكائنات الفردية هي وحدة الانتقاء.
الجينات هي وحدة التغايرات.
لم يقدم داروين سوى تكهنات فحسب بشأن وحدة التغايرات. وكثيرا ما تحدث عن «جهلنا» بسبب كل تغاير معين (في الأفراد). لم يكن داروين يمتلك أدنى معرفة بقوانين مندل، لكنه شك في أن «الاضطرابات في الجهاز التناسلي» - على حد تعبيره - تسهم على نحو رئيسي في حالات التغايرات أو الاختلافات في النسل (داروين عام 1859، 173).
وفقا لداروين، عملية التطور عملية شديدة البطء تؤدي إلى تعديلات طفيفة غير محسوسة. وهذا غالبا ما يسمى «التدرج» (يناقش جولد (2002) وينتقد التزام داروين بالتدرج).
لا أستطيع أن أرى أي صعوبة في إنتاج الانتقاء الطبيعي للبنية الأكثر إتقانا، إذا كان يمكن الوصول لهذه البنية من خلال «التدرج». (داروين 1859، 435، 153)
شكل 2-7: تمثل هذه المستويات الثلاثة وحدات التطور والانتقاء والتغايرات.
يستطيع الانتقاء الطبيعي أيضا منع التعديل البطيء للأنواع على مدى آلاف الأجيال. يقضي الانتقاء الطبيعي على «المنحرفين عن التطور المثالي الحالي» لسمات الكائنات الحية. على سبيل المثال، اكتشف هيرمان بامبوس في عام 1899 أن العصافير التي اختلف متوسط أطوال أجنحتها عن الطبيعي قتل منها في إحدى العواصف أعداد أكبر من تلك التي تمتلك أجنحة عادية. ويطلق على ميزة وجود سمة عادية (طول الجناح، اللون) «تطبيع» أو «انتقاء تثبيتي» (ويليامز 1996، 32-34). (4-2) أصل الإنسان
الإنسان أكثر شبها بالغوريلا من شبه الغوريلا بالليمور. (هكسلي، «المقالات المجمعة»، الجزء الثاني: الداروينية (1907)، المقالة الثانية، 61)
ذكرنا سابقا اكتشاف حفريات بشرية. وكان ذلك مرتبطا بمسألة البشر في العصور القديمة. استبدل عمل داروين آلية الانتقاء الطبيعي بالحاجة القديمة للغائية. ثمة عبارة واحدة فقط في كتاب «أصل الأنواع» ذكر فيها داروين البشر: «سوف يلقى الضوء على أصل الإنسان وتاريخه » (داروين 1859، 458). بعد اثني عشر عاما من نشر كتاب «أصل الأنواع» تناول داروين أخيرا مسألة أصل البشر في كتاب بعنوان «أصل الإنسان» (1871)، ولكن لم ينتظر معاصرو داروين كل هذا الوقت؛ فبمجرد أن نشر داروين فكرته الأصلية، التي قرنت فكرة التطور بآلية الانتقاء الطبيعي، أسرع معاصروه لاستخلاص استنتاجات بشأن أصل البشر؛ فخلال ستينيات القرن التاسع عشر قدمت مجموعة من الكتب المهمة ما اشتهر في أوساط الصحافة الشعبية بأنه نظرية القرود. وشهد عام 1863 نشر كتاب توماس إس هكسلي «الأدلة على مكانة الإنسان في الطبيعة» وكتاب تشارلز لايل «الأدلة الجيولوجية على عصور البشر القديمة». وتلاه كتاب إدوارد تايلر «أبحاث تاريخ البشرية القديم وتطور الحضارة» (1865)، وبعد ذلك كتابه «البيئة البدائية» (1871) وكتاب «علم الإنسان» (1881). وفي القارة الأوروبية، نشر فريدريش رول «الإنسان، أصله وحضارته في ضوء نظرية داروين» (1865، 1870
2 ). قدم الكتاب سلسلة من اكتشافات الحفريات البشرية ودافع عن الرؤية الكونية الداروينية بشأن تحدر الجنس البشري من أشكال سابقة شبيهة بالإنسان. نشر كارل فوجت كتابه «محاضرات عن الإنسان» (1863)، الذي ترجم في عام (1864). أوضح فوجت أصل الأجناس من خلال ربط أصلها بأسلاف مختلفين من أشباه البشر. رفض معظم الداروينيين نظريته متعددة الجينات تلك؛ فكانوا يرون أن جميع الأجناس تنحدر من السلف المشترك نفسه (براون 2003، «ساينتيفيك أمريكان» 289، 2003، 50-57؛ ميناند، 2001). نشر إرنست هيكل كتابه المكون من مجلدين «التشكل العام للكائنات» (1866)، تلاه كتاب «التاريخ الطبيعي للخلق» (1868). كان هيكل واحدا من أكثر المدافعين عن الداروينية إصرارا وحماسا. فجمع الفطنة العلمية مع الرؤية الفلسفية، وحول الداروينية إلى رؤية كونية. كان المهم بشأن هذا الطوفان من الأعمال المنشورة عن مسألة أصل الإنسان هو استنادها جميعا إلى النظرية الداروينية. وكما لاحظنا بالفعل، فإن التشكيك في التسلسل الزمني التوراتي لم يشكل خطرا حقيقيا على الرؤية الكونية التقليدية. فلم تكن الستة آلاف سنة مهمة، حرفيا. فربما تكون مقياسا زمنيا مجازيا. بل كان المهم هو الفرضيات الأساسية الموروثة من «سلسلة الوجود العظمى» وحجة التصميم. كان البشر مختلفين بوضوح عن الحيوانات الأخرى؛ فلا يمكن أن يكون لأصلهم الجذور نفسها، ولكن نظرية داروين عن الأصول فتحت فضاء مفاهيميا يمكن أن تربط فيه مسألة أصل الإنسان بآلية الانتقاء الطبيعي.
Shafi da ba'a sani ba