Consensus in Islamic Law
الإجماع في الشريعة الإسلامية
Mai Buga Littafi
الجامعة الإسلامية
Lambar Fassara
السنة العاشرة،العدد الأول
Shekarar Bugawa
جمادى الأخرة ١٣٩٧هـ مايو - يونية ١٩٧٧ م
Nau'ikan
بل لابد أن يكون عندهم دليل مقطوعا به، وهذا يدل على أن الأخبار النبوية التي سقناها كانت عندهم مقطوعا بها حتى لم تكن في نظرهم مجالا للظن والاختلاف"١.
ب_ وجهة نظر القائلين بعدم حجية الإجماع.
عرفنا أن النظّام وآخرين ذهبوا إلى أن الإجماع ليس حجة شرعية، وأدلتهم تتلخص في الآتي: _
١_ أن تحقق الإجماع وثبوته يتوقف على معرفة كل واحد من أهل الإجماع ثم على وصول الواقعة إليهم، ومعرفة رأي كل منهم، وهذا أمر غير ممكن عادة نظرا لانتشارهم في البلدان الإسلامية وبعد المسافة بينهم٢.
ورُدّ ذلك: بأن معرفة أهل الإجماع والتحقق من شخصياتهم ممكن وذلك بأن يحصي كل حاكم إقليم ما لديه منهم، ويكتب بذلك إلى الحاكم العام سيما وأن من يبلغ درجة الاجتهاد يكون معروفا جدا في كل إقليم بل قد يطير صيته وآراؤه إلى سائر أقاليم الدولة والدول الإسلامية كافة، ثم إن انتشارهم وتفرقهم وبعد المسافة بينهم لا يمنع من وصول الواقعة إليهم، والإطلاع على آرائهم جميعا، وذلك بأن يجمعهم الحاكم في بلدة واحدة كلما دعا الأمر ويسألهم عما يريد أو يكتب إليهم فيستطلع رأي كل منهم.
٢_ أن معاذا - ﵁ - لم يذكر الإجماع من المصادر التي يصح الاعتماد عليها في تشريع الأحكام، بل اقتصر على الكتاب والسنة والاجتهاد، وذلك عندما وجهه رسول الله - ﷺ - قاضيا إلى اليمن وسأله بماذا تقضي..٣ وأن النبي - ﷺ - أقره على ذلك ودعا له، وحمد الله على توفيقه. فلو كان الإجماع من مصادر الأحكام لذكره معاذ ولما ساغ له تركه مع حاجته إليه، ولما أقره النبي - ﵇ - على تركه ورُدّ ذلك: بأن معاذا - ﵁ - إنما ذكر المصادر التي يمكن الاعتماد عليها في تشريع الأحكام في زمن النبي - ﵇ - ومعروف أن الإجماع ليس حجة في حياته. وأن تقرير النبي - ﵊ - مطابق للواقع في حياته وليس فيه دلالة على عدم حجية الإجماع بعد وفاته - ﷺ _٤.
_________
١ أصول الفقه ص٣١٦.
٢ الآمدي/ الإحكام ج١ص١٠٢.
٣ رواه الترمذي ١/٢٤٩، وأبو داود ٣/٣٠٣، والدارمي ١/٦٠ وانظر مسند أحمد ٥/٢٣٠.
٤ الآمدي/ الإحكام ج١ص١٠٧.
1 / 73