235

Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Mai Buga Littafi

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Nau'ikan

ودين الله في الأرض والسماء واحد، وهو دين الإسلام:
ــ
والإسلام عبادة الله وحده لا شريك له، فهذا تدين به الملائكة في السماء والإنس والجن في الأرض، وهو دين الإسلام، ومعناه بمفهومه العام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك، كما عرفه شيخ الإسلام ونقله عنه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الثلاثة الأصول، فالإسلام دين جميع الأنبياء وأتباعهم، فكل نبي دعا قومه إلى ذلك، وكل من اتبعه على ذلك فيعتبر مسلمًا، سواء من أول الخلق أو آخرهم، فهو مستسلم لله بالتوحيد ومنقاد إلى الله بالطاعة، فدين الأنبياء واحد، وشرائعهم شتى ومختلفة بسبب حاجة البشر في كل زمان ومكان، ففي الحديث: "الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد" (١) وقال تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا) [المائدة: ٤٨]، فالله يشرع لكل نبي ما يناسب قومه ويناسب مصالحهم، ثم ينسخ الله لأمة أخرى بحسب مصالحها، فمن كان على دين نبي قبل أن ينسخ فهو مسلم، فعبادة الله بما شرعه لذلك النبي، ولكن بعد البعثة المحمدية صار الدين واحدًا ونسخ الله ما قبله، وصار الدين المعتبر دينه ﵊، فلا يجوز لأحد أن يبقى على دين

(١) أخرجه البخاري (رقم٣٤٤٣) ومسلم (رقم٢٣٦٥) .

1 / 257