21

Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Mai Buga Littafi

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Nau'ikan

لم يزدد بكونهم شيئًا، لم يكن قبلهم من صفته: وكما كان بصفاته أزليًا، كذلك لا يزال عليها أبديًا: ــ عن الموصوف، فإذا قلت مثلًا: "فلان سميع بصير، عالم فقيه، لغوي نحوي" فهل معنى هذا أن الإنسان صار عددًا من الأشخاص، فلا يلزم من تعدد الصفات تعدد الموصوف، كما يقوله أصحاب الضلال. فالله ﷾ ليس لصفاته بداية كما أنه ليس لذاته بداية، فيوصف بأنه الخالق دائمًا وأبدًا. وأما أفعاله سبحانه، فهي قديمة النوع حادثة الآحاد. فالله ﷾ متكلم قبل أن يصدر منه الكلام، وخالق قبل أن يصدر منه الخلق. وأما أنه يتكلم ويخلق، فهذه أفعال متجددة وهكذا. أي: خلق الخلق. ولا نقول: لم يصر خالقًا إلا بعد أن خلقهم، بل هو يسمى خالقًا من الأزل، لا بداية لذلك، أما خلقه إنما هو متجدد. كما أنه موصوف بصفاته أزليًا، يعني: لا بداية لذلك، كذلك صفاته تلازمه -سبحانه- في المستقبل، فهو بصفاته أبدي لا نهاية له (أنت الآخر فلا بعدك شيء) باسمك وصفاتك، ولا يقال: إن هذه الصفات تنقطع عنه في المستقبل، بل هي ملازمة له ﷾.

1 / 43