194

Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Mai Buga Littafi

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Nau'ikan

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
(أو ولد صالح يدعو له) فهو تزوج من أجل إعفاف نفسه، وطلبًا للذرية الصالحة، فجاءه ولد صالح، وهذا مما تسبب فيه، قال ﵊: "إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم" (١) .
فإن كان صالحًا يدعو له بعد موته، فإن دعاءه يصل إليه، وهذا من عمله الذي تسبب فيه فينفعه عمل غيره.
وغير هذه المسألة محل الخلاف، قال سبحانه: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) [النجم: ٣٩] منطوق الآية: أن عمل الإنسان لا ينفع غيره، إلا ما تسبب فيه، فأخذ طائفة من العلماء بهذه الآية، وقال: لا ينفعه إلا عمله مطلقًا، لكن النبي ﷺ أخبر بأشياء تنفع الميت من عمل غيره، مثل الدعاء والاستغفار (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) [الحشر: ١٠] (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) [محمد: ١٩]، هذا يشمل الأموات أيضًا.
والنبي ﷺ أمر المسلمين إذا دفنوا أخاهم أن يقفوا على قبره،

(١) أخرجه أبو داود (رقم٣٥٢٨) والترمذي (رقم١٣٦٢) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

1 / 216